قال المبعوث الأممي إلى سورية، جير بيدرسون، إن نظام الأسد والمعارضة اتفقا على استئناف التفاوض في جنيف مجدداً، والعودة لأعمال اللجنة الدستورية السورية.
وقال بيدرسون في مؤتمر صحفي، اليوم الثلاثاء، إن “أطراف الصراع السوري اتفقت على الاجتماع مجدداً في جنيف للتفاوض على الدستور”، مشيراً حسبما نقلت وكالة “رويترز” عنه، أن الهدوء العسكري قد يتيح فرصة لانتهاء حالة “عدم الثقة العميقة” بين النظام والمعارضة.
ولم يحدد بيدرسون تاريخاً دقيقاً لاستئناف اجتماعات جنيف، موضحاً أنه تم الاتفاق على جدول أعمال الاجتماع المقبل، بمجرد أن يسمح الوضع الناجم عن تفشي فيروس “كورونا”.
وبحسب بيدرسون، قد يتم عقد الاجتماع افتراضياً عبر تقينة الفيديو، حيث أصبحت جميع الاجتماعات الدولية تنعقد افتراضياً بسبب إجراءات الحظر وإيقاف الطيران وإغلاق الحدود في معظم دول العالم.
تصريحات المبعوث الأممي للصحفيين في جنيف، جاءت عقب يوم من إحاطة قدمها لمجلس الأمن الدولي، أمس الاثنين، قال فيها إن العملية السياسية السورية، المتمثلة باللجنة الدستورية لا تزال متثعرة.
وقال بيدرسون في إحاطة عبر الفيديو، اطلعت عليها “السورية نت”، إن العملية السياسية السورية لم تحقق تحسينات ملموسة في حياة السوريين، وهناك إحساس لدى السوريين ببروز المنافسة الدولية حول الملف السوري أكثر من التعاون لحله، بحسب بيدرسون، مشيراً إلى أن الحل السياسي في سورية “صعب، لكن ليس مستحيلاً”.
وختم بيدرسون إحاطته بدعوة وجهها إلى روسيا والولايات المتحدة، من أجل تفعيل الحوار بينهما، والدفع بالملف السوري نحو تسوية سياسية “تلبي التطلعات المشروعة لجميع السوريين”.
وكانت اجتماعات اللجنة الدستورية السورية انطلقت في جنيف، في 30 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلا أنها فشلت في استكمال الجولة الثانية من المحادثات، عقب انسحاب وفد النظام من اللجنة المصغرة، بسبب خلاف على جدول الأعمال، وتمسك الوفد بما أسماه ورقة “الثوابت الوطنية”.
وتوقّع بيدرسون في وقت سابق انعقاد اجتماع جديد للجنة الدستورية السورية بين فبراير/ شباط، ومارس/ آذار الماضيين، إلا أنه فشل في إحياء مسار العملية السياسية، عقب لقاءات عقدها في دمشق مع مسؤولين في حكومة الأسد، ثم مع مسؤولين في المعارضة السورية.
وأعلنت الأمم المتحدة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي تشكيل اللجنة الدستورية السورية، وذلك بعد عشرين شهراً من التعثر في تشكيلها، إذ كان موضوعها قد طُرِحَ في “مؤتمر الحوار السوري”، الذي عُقد بمدينة سوتشي الروسية، في يناير/ كانون الثاني عام 2018.