بيدرسون يجدد حديثه عن نهج “خطوة بخطوة” التي ينتقدها النظام
جدد المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، غير بيدرسون، دعوته إلى إحراز تقدم في سياسة “خطوة بخطوة” في الملف السوري، والتي اعتبرها وزير خارجية النظام، فيصل المقداد، بأنها “غير مقبولة”.
ودعا بيدرسون في إحاطته أمام مجلس الأمن، أمس الأربعاء، “إلى محادثات دبلوماسية جادة بشأن مجموعة من الخطوات التي من شأنها أن تساهم في تغيير ديناميكيات النزاع، وبناء بعض الثقة بين السوريين والشركاء الدوليين، وإحراز تقدم بسياسة خطوة مقابل خطوة، في إطار تنفيذ القرار 2254”.
وكان بيدرسون قد تحدث خلال لقائه الأخير مع المقداد في دمشق، عن تطبيق مقاربة “خطوة بخطوة” مع نظام الأسد، وهي سياسة تأمل دول غربية على رأسها الولايات المتحدة في أن تُحدث خرقاً في مسار الحل السياسي المتعثر.
بيدرسون يتحدث من دمشق عن سياسة “خطوة بخطوة”
وجاءت زيارة بيدرسون إلى دمشق في 12 كانون الأول/ ديسمبر 2021، ولقائه المقداد، ضمن إطار محاولة إنعاش مسار “اللجنة الدستورية” وإطلاق جولة جديدة.
وتتلخص سياسية “خطوة مقابل خطوة” في أن تُقدم واشنطن مع حلفائها على رفع أو تخفيف بعض العقوبات عن النظام، مقابل دفع موسكو للأخير للتقدم خطوات في مسار عملية الحل السياسي المتعثرة، وعدم التصعيد عسكرياً.
لكن المقداد اعتبر هذه السياسة التي يتحدث عنها بيدرسون “غير مقبولة”، وذلك خلال حوار صحفي في “مؤسسة الوحدة للصحافة والنشر”، بتاريخ 17 كانون الثاني/ يناير الحالي.
وقال المقداد إنه “بعد فشل السياسات المتبعة ضد سورية (..) تواتر الحديث عن فكرة الخطوة مقابل الخطوة كسبيل لحل الأزمة في سورية، وهذا غير مقبول بالنسبة لنا”.
وأضاف “يبدو أن بيدرسون ومن خلفه الدول الغربية، أصبحوا يدركون بشكل واضح، أن مسار لجنة مناقشة الدستور هو مسار صعب بالنسبة لهم”.
ست جولات “مخيبة للآمال.. البحث عن سابعة
ويحاول بيدرسون البحث عن عقد جولة سابعة لـ”اللجنة الدستورية”، رغم عدم إحراز تقدم في الجولات السابقة.
وقال بيدرسون في كلمته، أمس “أواصل الانخراط مع الأطراف في محاولة للتوصل لفهم واضح، وإنني مستعد لعقد جلسة سابعة للجنة الدستورية في جنيف بمجرد التوصل إلى هكذا تفاهمات”.
وجدد المبعوث الأممي وصفه لاجتماعات اللجنة بأنها “مخيبة للآمال”، مضيفاً أن “عمل اللجنة حتى الآن لا يزال مخيبا للآمال. التحدي الحالي هو التأكد من أن الوفود لا تطرح نصوصاً دستورية فحسب، بل على استعداد لمراجعتها في ضوء المناقشات، لمحاولة إيجاد أرضية مشتركة، أو على الأقل سد هوة الفروقات في المواقف”.
وكان بيدرسون وصف الجولتين الأخيرتين (الخامسة والسادسة) بـ”المخيبة للآمال”، رغم أن الجولة السادسة، لاقت ترحيباً من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي، إلا أنها انتهت دون التوصل لأي جديد.
وحسب بيدرسون، لم يتمكن رئيس وفد المعارضة، هادي البحرة، وأحمد الكزبري رئيس وفد النظام، من الاتفاق على آلية لإحراز مزيد من التقدم في المناقشة خلال اليوم الأخير من الجولة السادسة، واختتم الاجتماع دون أي توافق في الآراء أو اتفاق مؤقت في اللجنة.
وكان بيدرسون قال في ختام الجولة الخامسة، التي عقدت في كانون الثاني/ يناير 2021، إن المباحثات لا يمكن أن تستمر بهذا الشكل، ولم تحقق الأمور التي كان يعتقد أنها ستنجز قبل بدئها.
وتعتبر “اللجنة الدستورية” من مخرجات مؤتمر “سوتشي” الذي نظّمته روسيا، مطلع عام 2018.
ويعوّل عليها في إصلاح الدستور أو وضع دستور جديد لسورية، وتحظى بدعم ورعاية من الأمم المتحدة، والتي تراها الطريق الوحيد للوصول إلى الحل السياسي، بحسب رؤية مبعوثها إلى سورية بيدرسون.