قالت مصادر وحسابات مقربة من الأوساط الجهادية في سورية، إن “هيئة تحرير الشام”، وسّعت نفوذها في مناطق شمال اللاذقية، مع مواصلتها الحملة العسكرية ضد مجموعات “جهادية” يتزعمها ويشكل المقاتلون الأجانب عمادها الرئيسي.
وبموازاة ذلك، ذكرت شبكات محلية، أن الهيئة اعتقلت 3 قادة عسكريين لدى تنظيم “جنود الشام”، أمس الثلاثاء، على الحدود السورية- التركية، من بينهم شقيق “أبو مسلم الشيشاني”، المدعو “أبو موسى الشيشاني”.
ونشرت حسابات مقربة من “الهيئة” صوراً منسوبة لأبي موسى الشيشاني، بعد إلقاء القبض عليه بالقرب من بلدة “اليمضية” المحاذية للشريط الحدودي مع تركيا، ضمن جبل التركمان شمال شرقي محافظة اللاذقية، برفقة قياديين اثنين هما: عبد الله البنكيسي الشيشاني وأبو عبد الله الشيشاني.
وأضافت أن “أبو موسى الشيشاني” رفض الاتفاق الذي أبرمه أخوه أبو مسلم الشيشاني قائد “جنود الشام”، مع “هيئة تحرير الشام”، وانضم إلى صفوف جماعة “أبو فاطمة التركي” الذي تقاتله الهيئة في ريف اللاذقية الشمالي.
ولم تعلن الهيئة رسمياً اعتقال شقيق “مسلم الشيشاني” حتى ظهر اليوم الأربعاء.
“هيئة تحرير الشام" اعتقلت "موسى الشيشاني" أثناء محاولته الدخول إلى الأراضي التركية بالقرب من بلدة "اليمضية" المحاذية للشريط الحدودي مع تركيا ضمن جبل التركمان شمالي شرق محافظة اللاذقية pic.twitter.com/PPXFd0FhCz
— Âla hacıoğlu 🌸🇹🇷 (@ala_hacioglu) October 26, 2021
وكانت “تحرير الشام” أطلقت حملة عسكرية، الاثنين الماضي، ضد تنظيم “جنود الشام” بقيادة “أبو مسلم الشيشاني” وجماعة “أبو فاطمة التركي”.
إلا أنها توصلت أمس إلى اتفاق مع الشيشاني، مع استمرار حملتها الأمنية قائمة ضد جماعة “التركي”.
وقال مسؤول التواصل في “تحرير الشام”، تقي الدين عمر، لـ”السورية نت” إن “هذه المجموعة(التركي) تأوي مطلوبين، ومتورطة في قضايا أمنية تكفر العباد وتستبيح دماءهم وأموالهم ومن جرائمها غدر المرابطين على الجبهات”.
بموازاة ذلك، سيطرت “هيئة تحرير الشام” على مناطق عدة في جبل التركمان، بعد اشتباكات ومعارك عنيفة مع جماعة “أبو فاطمة التركي”، من بينها تلة الأبراج وقرية اليمضية وتلة أبو عارف.
ونشرت حسابات جهادية، صوراً قالت إنها لذخائر تم الاستيلاء عليها من جماعة “أبو فاطمة التركي”، التي يُعتقد أنها ذاتها كتيبة “جند الله” وأعلن عن تشكيلها عام 2014، حيث شاركت في عدة معارك بشمالي سورية.
فيما تأسس فصيل “جنود الشام” سنة 2013 على يد مقاتلين من الشيشان، في شمال غرب سورية.
ويرى محللون ومختصون في الجماعات الجهادية، إن “هيئة تحرير الشام”، تسعى من خلال حربها الحالية ومعاركها السابقة مع جماعات عسكرية في شمال غرب سورية، إلى تقويض نفوذ أي قوةٍ قد تنافسها في المنطقة، كما أن حربها ضد المجموعات الجهادية تحديداً، ربما يكسبها نقاطاً في مساعيها لإزالة تصنيف “الإرهاب” عنها.
وكان قائد “هيئة تحرير الشام”، أبو محمد الجولاني، وجه خلال الأشهر الماضية، ما اعتبره خبراء، خطاباً محمّلاً برسائل للدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص، آخرها خلال لقائه مع الصحفي الأمريكي، مارتن سميث.
ونشرت شبكة “FRONTLINE” في ابريل/نيسان الماضي، مقتطفات من اللقاء، وتضمنت إجابات قدمها “الجولاني” لأسئلة سميث، الذي كان قد زار محافظة إدلب.
واعتبر الجولاني أنه لا يتصرف كحاكم في المنطقة (شمال غرب سورية)، بل هو “جزء من الثورة السورية”.
وقال إن “تحرير الشام” لا تشمل تهديداً لأمن أوروبا وأميركا، وهي ليست نقطة انطلاق لتنفيذ “الجهاد الأجنبي”.
وفي رده عن سؤال يتعلق بتصنيفه على قوائم “الإرهاب”، أضاف الجولاني: “هذا تصنيف جائر وسياسي ليس له وجه من الحق والمصداقية، لأننا من خلال مسيرتنا في عشر سنوات لم نشكل أي تهديد على المجتمع الغربي والأوروبي”، معتبراً أن “تصنيف الإرهاب مسيس، ونحن ندعو الدول التي قامت بمثل هكذا إجراءات أن تراجع سياساتها اتجاه الثورة السورية”.
“الجولاني” يخاطب أمريكا بلغة “معسولة”: لا نشكل تهديداً وزمن القاعدة انتهى