شهدت الأيام الماضية تسارعاً في عمليات نقل القمح والشعير المسروق من الموانئ الأوكرانية، من جانب السفن التابعة لمؤسسة النقل البحري في حكومة النظام السوري.
وبينما كانت الوجهة الأولى لهذه السفن ميناء طرطوس البحري، كشفت كييف، أمس الخميس أن إحدى السفن المحملة بالقمح والدقيق المسروق، رسّت أخيراً في ميناء طرابلس في لبنان.
ونقلت وكالة “رويترز” عن السفارة الأوكرانية في بيروت، اليوم الجمعة، قولها إن السفينة “لاودسيا” التابعة لمؤسسة النقل البحري السورية رست في طرابلس.
وأضافت السفارة: “انطلقت السفينة لاودسيا من ميناء في شبه جزيرة القرم المغلق أمام الشحن الدولي حاملة 5 آلاف طن من الشعير و 5 آلاف طن أخرى من الدقيق.. نشتبه في أنها مأخوذة من مخازن أوكرانية”.
وتابعت: “هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها شحنة حبوب ودقيق مسروقة إلى لبنان”.
ويأتي الكشف عن هذه الشحنات المسروقة بعد خمسة أيام من عبور السفينة السورية التي تحمل اسم “LAODICEA” من مضيق البوسفور، وهي محملة بالشعير الأوكراني المسروق، ومتجهة نحو ميناء طرطوس البحري، بحسب مرصد تركي.
والسفينة السورية “لاودسيا” هي واحدة من ثلاث سفن مملوكة لهيئة الموانئ السورية والتي تقول أوكرانيا إنها كانت تنقل القمح المنهوب من المتاجر في الأراضي الأوكرانية التي تجاوزتها روسيا مؤخراً.
وتم فرض عقوبات على السفن السورية الثلاث التابعة للنظام السوري، من قبل الولايات المتحدة منذ عام 2015.
وتعتمد حكومة الأسد خلال السنوات الماضية على استيراد القمح من روسيا، إذ تعتبر المصدر الأول للقمح إلى مناطق سيطرة النظام السوري.
وكانت وسائل إعلام أمريكية قد كشفت على مرتين، خلال الأشهر الماضية، عمليات نقل الحبوب الأوكرانية المسروقة إلى موانئ مختلفة، بينها سورية، فيما وثقت صور أقمار اصطناعية أكثر من شحنة.
وتتهم السلطات الأوكرانية، القوات الروسية في المناطق المحتلة بمصادرة أكثر من 400 ألف طن من الحبوب.
وفي تعليق لها على التصدير غير المشروع للحبوب الأوكرانية، قالت مديرية المخابرات بوزارة الدفاع الأوكرانية، في 4 أيار/ مايو، إن “جزءاً كبيراً من الحبوب المسروقة من أوكرانيا موجود على متن سفن تبحر تحت العلم الروسي في مياه البحر الأبيض المتوسط”.
وأضافت أن “سورية هي الوجهة الأكثر احتمالاً للشحنة، ويمكن تهريب الحبوب من هناك إلى دول أخرى في الشرق الأوسط”.