العراق ونظام الأسد..”إشكالات تاريخية” تثيرها الحدود
يصف خبراء ومحللون دولة العراق الحالية، بأنها أحد أقرب الحلفاء لنظام الأسد في المنطقة العربية، كونها عملت خلال العقد الماضي على إعادته لمحيطه العربي، وحافظت على الحد الأدنى من العلاقات معه.
وتعززت العلاقات بين الجانبين مؤخراً، بعد عودة النظام للجامعة العربية، والزيارة التي أجراها وزير خارجية النظام، فيصل المقداد، لبغداد الأحد الماضي.
المقداد بحث مع نظيره العراقي، فؤاد حسين، ملفات عدة من بينها مكافحة تجارة المخدرات، وعودة اللاجئين السوريين والعراقيين، والمساعدات الإنسانية.
لكن محللين يتحدثون عن ملفات عالقة منذ عقود بين الدولتين، وأبرزها ضبط أمن الحدود.
“إشكالات تاريخية”
يعتبر ملف السيطرة على الحدود أحد أبرز الملفات الشائكة بين العراق ونظام الأسد، بحسب تقرير لموقع “ذا ناشيونال”.
وجاء في التقرير الصادر، أمس الأربعاء، أن الحدود الصحراوية بين البلدين بطول 600 كيلو متر، ينتشر فيها مسلحون منذ سنوات، حتى بعد هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وقال الزميل في مؤسسة “القرن”، سجّاد جياد، إن السيطرة على الحدود هو أمر “مهم” و”مقلق” للعراقيين.
فيما قال ريناد منصور، مدير مبادرة العراق في “تشاتام”، إن العراق وسورية لهما علاقات “إشكالية” تاريخياً حول الحدود.
مشيراً إلى أن “استقرار الوضع في سورية هو ما كان يريده العراق، لأن حالة عدم الاستقرار تشكل تهديداً داخلياً للعراق”.
وتنتشر المليشيات العراقية والإيرانية على الحدود السورية- العراقية، وتتخذ من مدينة البوكمال الحدودية معقلاً لها.
وتعتبر المنطقة مكاناً لتخزين ونقل الأسلحة من إيران إلى سورية عبر العراق، ما جعلها هدفاً للولايات المتحدة وإسرائيل.
إلى جانب ذلك، تنتشر تجارة المخدارت عبر الحدود بين سورية والعراق، بحسب تقارير غربية، خاصة الكبتاغون.
وقال ريناد منصور: “توجد تقارير تفيد بأن نقطة القائم/ البوكمال كانت مركزاً كبيراً لتجارة المخدرات”.
مضيفاً: “بالطبع لدى كلتا الدولتين سياسة لمكافحة المخدرات، لكنها علاقة مجزأة ومتقطعة”.
وكانت السلطات العراقية صادرت مؤخراً، شاحنة تحمل ثلاثة ملايين حبة كبتاغون في القائم، وهي بلدة على الحدود العراقية السورية، تنتشر فيها مليشيات عراقية مدعومة من إيران.
ولسنوات طويلة، اشتكت حكومات بغداد المتتالية منذ ما بعد الغزو الأمريكي، مرور أسلحة وذخائر ومقاتلين لأراضيهم، عبر الحدود السورية.
وهو ما قوض خطط هذه الحكومات حينها للحد من الأعمال المسلحة والتفجيرات التي قوضت عوامل الاستقرار.