تحذيرات دولية من انجرار الساحة السورية لصراع “واسع النطاق”
أطلق عدد من ممثلي الدول في مجلس الأمن تحذيرات من حدوث تصعيد “خطير للغاية” في سورية، بسبب التوترات في المنطقة.
وجاء ذلك خلال الاجتماع الدوري الذي عقده مجلس الأمن حول الوضع في سورية، أمس الثلاثاء.
ووصفت نجاة رشدي، نائبة المبعوث الأممي الخاص لسورية، الوضع بأنه “خطير للغاية، بحيث لا يمكن تركه دون مراقبة”.
وأعربت عن خشيتها من “احتدام الصراع أكثر فأكثر وامتداده في مرحلة تشهد فيها المنطقة بالفعل أزمة تاريخية”.
ودعت النائبة المعنيين في الملف السوري إلى “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وبذل الجهود بشكل عاجل لتهدئة الوضع المتوتر والخطير في سورية”.
واعتبرت أن الاهتمام بالملف السوري تراجع بسبب التوترات في المنطقة، وخاصة حرب غزة.
مشيرة إلى أن الأشهر الماضية شهدت نشاطاً عسكرياً مكثفاً ومزيداً من الخسائر في صفوف المدنيين.
أربع رسائل
وكررت رشدي “الرسائل الأربع” التي حددها المبعوث الخاص غير بيدرسون، الشهر الماضي، وهي “الحاجة إلى وقف التصعيد داخل سورية، بشكل يقود نحو وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني”.
و”ممارسة الأطراف أقصى درجات ضبط النفس”، و”عمل جميع الجهات الفاعلة في إطار الامتثال الكامل للقانون الدولي الإنساني”.
أما الرسالة الرابعة هي “إعادة تركيز التعاون الدولي على العملية السياسية المهملة”.
من جانبه، حذر مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبنزيا، من انجرار سورية إلى صراع الشرق الأوسط.
وقال نيبنزيا، حسب وكالة “تاس“، إن “الوضع الصعب على الأرض في سورية يتفاقم بسبب التصعيد الحاد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.
وأضاف أن “سورية، مثل عدد من جيرانها في المنطقة، تتأرجح حرفياً على شفا الانجرار إلى مواجهة واسعة النطاق”.
بدوره، حذر نائب المندوب الإماراتي في مجلس الأمن، محمد أبو شهاب، من استغلال “الأوضاع الهشة في سورية وإقحامها بأزمات إقليمية”.
وقال أبو شهاب إن إقحام سورية في الصراع “لن يجلب سوى مزيد من المعاناة للشعب السوري الذي لا يزال يعاني من تبعات حرب دامية وزلزال كارثي”.
“أثناء قطافهم الزيتون”.. قوات الأسد تقتل 10 مدنيين في ريف إدلب
وأكد سفير بريطانيا لدى مجلس الأمن، جيمس كاريوكي، على “الحاجة الماسة لوقف التصعيد الإقليمي في سورية”.
واعتبر أن العنف في سورية وصل إلى “أعلى مستوياته منذ أكثر من ثلاث سنوات”.
وتطرقت ممثلة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، إلى تصعيد نظام الأسد في الشمال السوري.
وأعربت عن أسفها من استمرار “حملات القصف الوحشية التي يشنها النظام السوري في محافظتي إدلب وحلب”، ما أسفر عن مقتل مئات آخرين من المدنيين.
وأكدت أن الهجمات التي يقودها نظام الأسد، بدعم من الغارات الجوية الروسية، دمرت خيام النازحين.
وتتعرض مناطق إدلب وريف حلب الغربي إلى قصف مدفعي وصاروخي متواصل لقوات الأسد منذ أكتوبر/تشرين الأول، في حملة تصعيد هي الأعنف منذ عام 2020.
ووثقت مؤسسة “الخوذ البيضاء“، أكثر من 300 هجوم بسلاح المدفعية والطائرات الحربية الروسية، وأكثر من 160 هجوماً مدفعياً، منذ 5 أكتوبر الماضي.
وآخر هذه الهجمات كان السبت الماضي، عندما قتل 10 مدنيين بينهم نساء وأطفال في قرية قوقفين في منطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب، خلال عملهم في قطاف الزيتون.