“تحذيرات وإجراءات”.. 3 مناطق نفوذ سورية تتحرك لمواجهة “الكوليرا”
تشهد 3 مناطق نفوذ في سورية سلسلة من الإجراءات المتعلقة بمواجهة مرض “الكوليرا” بعد تأكيد وجود إصابات، وفي ظل مخاوف من “انفجارها”.
وكانت هذه الإجراءات قد بدأتها، خلال الأيام الماضية، كل من: “الإدارة الذاتية” في شمال وشرق سورية، “الحكومة السورية المؤقتة” في شمال البلاد، حكومة النظام السوري.
“لا إصابات بالشمال”
في مناطق شمال غربي سورية، أكدت السلطات الصحية في المنطقة عدم تسجيل أي حالة إصابة حتى الآن، لكن الأمر لا يعتبر مطمئناً في ظل انتشاره في مناطق “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ونظام الأسد، حسب ما صرح مدير البرامج في “منظمة الأمين”، الدكتور رامي كلزي.
وقال كلزي لـ”السورية. نت”: “لا يمكن القول إن الوضع تحت السيطرة، طالما أن الحدود غير مغلقة بالكامل ووجود عمليات مع مناطق النظام ومناطق شمال شرق سورية، خاصة أن الكوليرا مرض شديد العدوى وسريع الانتشار”.
وأضاف كلزي أنه “لم يتم تسجيل حالات حتى الآن في المناطق المحررة، وتتم مراقبة الوضع بحذر، وتم التعميم لكافة المنشآت برفع الجاهزية القصوى لترصد الوباء”.
وأكد الطبيب السوري “التجهيز لخطة استجابة كاملة في المنطقة”، كما يتم التواصل مع المنظمات الدولية والصحية ووضعهم في صورة الأمر.
وأصدرت “مديرية صحة إدلب” بياناً، أعلنت فيه “دق ناقوس الخطر” بعد ثبات انتشار الكوليرا في مناطق النظام و”قسد”.
وأشار البيان إلى الظروف الإنسانية الكارثية التي يعيشها الأهالي في منطقة شمال غرب سورية، حيث الكثافة السكانية الكبيرة وانتشار المخيمات وصعوبة تأمين مياه الشرب النظيفة، ووجود مجارير الصرف الصحي بالقرب من المخيمات”.
كما أصدرت وزارة الصحة في “الحكومة السورية المؤقتة” بياناً حذرت فيه من خطر تفشي المرض في شمال سورية.
وقالت الوزارة، الثلاثاء الماضي، إنها رصدت العديد من حالات الإسهال الحاد الشديدة في المنطقة، وتم إثبات مرض الكوليرا، كعامل مسبب لأولى الحالات.
ودعت الوزارة الأهالي بعدم “التهاون بحالات الإسهال، وطلب المعالجة والإبلاغ في أقرب مشفى أو مركز صحي، واستعمال مياه الشرب النظيفة، والاهتمام بالنظافة الشخصية، وتجنب تناول الأطعمة المعرضة لخطر التلوث”.
“اعتراف بعد تكتم”
في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، اعترفت وزارة الصحة في حكومة الأسد بوجود العديد من الإصابات في مدينة حلب، بعد تكتم دام لأيام، وتداول مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام أخبار الإصابات.
وأكدت وزارة الصحة في بيان لها، يوم السبت، إصابة 15 شخصاً بمرض الكوليرا في حلب، وأنهم “قيد العلاج في المشفى”.
ودعت الوزارة الأهالي إلى اتخاذ العديد من الإجراءات وسلوكيات الصحة العامة، وهي “غسل اليدين، شرب المياه من مصدر آمن، غسل الفواكه والخضار بشكل جيد، طهي الطعام وحفظه بدرجة الحرارة المناسبة، عدم شرب أو تناول أي شيء مجهول المصدر”.
وبدأت وزارة الصحة بنشر إرشادات صحية عبر حساباتها الرسمية على مواقع التواصل، بهدف التقليل من انتشار المرض.
وفي دمشق أكد مدير مشفى المواساة الجامعي، عصام الأمين، عدم وجود أي حالات بمرض الكوليرا ولم يتم تسجيل أي حالة.
وقال الأمين، لصحيفة “الوطن” شبه الموالية، “ليس كل حالة إسهال أو إقياء هي كوليرا، والأمر بحاجة إلى تأكيد.
“الإدارة الذاتية” تتحرك
في غضون ذلك بدأت “الإدارة الذاتية” في شمال وشرق سورية بالتحرك بعد تفشي مرض الكوليرا، وتسجيل ثلاث وفيات في المنطقة، خلال الأيام الماضية.
وقالت “هيئة الصحة” في بيان لها، اليوم السبت، إنها سجلت إصابات بالمرض بكثرة في الرقة وريف دير الزور الغربي.
وناشدت في البيان “منظمة الصحة العالمية” والمنظمات الدولية للحد من انتشار المرض في المنطقة.
من جانبه قال الرئيس المشترك لهيئة الصحة في “الإدارة الذاتية”، جوان مصطفى، إن “مصابي الكوليرا يتلقون العلاج في مشفى الكسرة بريف دير الزور، وأن بعض الحالات التي تماثلت للشفاء قد تخرجت من المشفى”.
وأضاف أن “الوضع حت السيطرة، وليس هناك تخوف ومشاكل كبيرة ووضعت كافة الإمكانيات لمنع حدوث أي انفجار”.
وأشار إلى أن “الوضع مبشر وأغلب المرضى يتماثلون للشفاء”، وأن “الإمكانيات الطبية في شمال وشرق سورية كافية للتصدي للمرض”.
ما هو مرض الكوليرا؟
و”الكوليرا” هو مرض وبائي معدي يصيب الجهاز الهضمي، وتبدأ أعراضه بإسهال شديد، يليه قيء شديد، وانخفاض كبير في ضغط الدم نتيجة فقدان الجسم لسوائله؛ ما يؤدي إلى الوفاة خلال ساعات، إذا لم يتلق المريض العلاج المناسب سريعاً.
ويوضح مدير البرامج في “منظمة الأمين”، الدكتور رامي كلزي، أن المرض ينتشر عبر الطريق الفموي من الأطعمة والمشروبات الملوثةـ بالإضافة للتعامل مع جثث الوفيات من مرض الكوليرا.
وطالب كلزي بالاهتمام بشكل جدي بغسيل الخضروات والفواكه، والابتعاد عن أي طعام مشبوه فيه، وعن المستنقعات وأماكن الصرف الصحي، مع الالتزام الجدي بالغسيل المتكرر لليدين بالماء والصابون، والابتعاد أيضاً عن جثث الموتى و”جيف الحيوانات”.