تحذير أمريكي وترحيب روسي بـ”الاتفاق الغامض” حول مساعدات “باب الهوى”
شهدت جلسة مجلس الأمن حول سورية، أمس الأربعاء، سجالاً حول إدخال المساعدات إلى الشمال السوري بعد الاتفاق بين نظام الأسد والأمم المتحدة.
وأثار قرار الأمم المتحدة بإدخال المساعدات عبر باب الهوى إلى الشمال السوري، جدلاً وتساؤلات بسبب غياب التفاصيل حول طبيعة الاتفاق مع النظام.
ورحب نائب مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، بالاتفاقيات التي توصل إليها بين مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة وبين نظام الأسد.
وقال بوليانسكي إن إدخال المساعدات سيكون عبر ثلاثة معابر، هي باب الهوى وباب السلامة والراعي.
ولفت إلى أن معبري باب السلامة والراعي سيغلقان في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
أما معبر باب الهوى سيظل مفتوحاً لمدة ستة أشهر أي حتى 10 مارس/ آذار العام المقبل.
واعتبر المندوب الروسي أن هذه الطريقة في إيصال المساعدات والاتفاق مع النظام “تتجاوز تلك التي كانت قائمة في إطار قرارات مجلس الأمن”.
وأكد أنه “من الآن وصاعداً فإن التنسيق سيتم مع الحكومة الوطنية في دمشق، ولن يتمكن مجلس الأمن من التدخل في كل صغيرة وكبيرة فيما يتعلق بإيصال المساعدات”.
كما أكد أن “الخطوة المقبلة هي استئناف إيصال المساعدات الإنسانية إلى الشمال من خلال دمشق على طول خطوط التماس مع إدلب من معبري سرمدا وسراقب”.
من جانبها، أعربت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، عن أملها بتطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين وكيل الأمين العام للأمم المتحدة وفريقه مع الأطراف في إدلب ودمشق.
وقالت إن “التفاهم لو طبق فمن شأنه أن يبقي خط الحياة، لكننا نعرف تاريخ النظام لعقود من جهة التلاعب بالمساعدات الإنسانية في كل مناطق سورية”.
وأضافت: “يقلقنا أن النظام سوف يحاول فرض شروط جديدة على الأمم المتحدة في المستقبل، لاسيما في فصلي الخريف والشتاء عندما نعرف أن أذونات الموافقة للمعابر الثلاثة يجب تجديدها مع تزايد الحاجات الإنسانية في هذين الموسمين”.
“الشيطان في التفاصل”
وكان تفويض مجلس الأمن لإدخال المساعدات الأممية عبر “باب الهوى” انتهى منذ 10 يوليو/تموز الماضي، بسبب استخدام روسيا لـ “الفيتو”.
وعقب ذلك بدأت الأمم المتحدة بالتفاوض مع نظام الأسد لإدخال المساعدات، عبر معبر باب الهوى.
واشترط نظام الأسد، في تموز/ يوليو الماضي، إشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري على عملية إيصال المساعدات لشمال غرب سورية.
كما اشترط عدم تعامل وكالات الأمم المتحدة مع من يسميها “المنظمات الإرهابية” العاملة في تلك المنطقة.
إلا أن الأمم المتحدة اعتبرت أن هذه الشروط “غير مقبولة”.
“تفويض مستقل”.. وفد أممي يزور “باب الهوى” لبحث آلية إدخال المساعدات
ثم أعلنت الأمم المتحدة في 10 من أغسطس/ آب الماضي، التوصل إلى تفاهم مع نظام الأسد لإدخال المساعدات.
لكن بقيت مسألة الشروط التي وضعها النظام غامضة، نظراً لعدم التطرق إليها في الإعلان الرسمي لفتح المعبر.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصادر مطلعة قولها إن النظام قد خفف على الأغلب الشروط التي وضعها لتمديد آلية المساعدات، والتي أدت لتعطيل هذه الآلية شهراً كاملاً.
وقالت مديرة مؤسسة “كير” الدولية، شيرين إبراهيم، إن الرسائل المتبادلة بين النظام والأمم المتحدة “لم تذكر الشروط السابقة المتعلقة باللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري أو عدم العمل مع سلطات الأمر الواقع”.
وأضافت “عندما نقرأ هذه الرسائل لا نرى التفاصيل، لكن نعلم أن الشيطان يكمن دائماً في التفاصيل”.