تتجهز “هيئة تحرير الشام” لافتتاح معبر مع مناطق قوات الأسد بالقرب من مدينة سراقب شرقي محافظة إدلب.
وتأتي هذه الخطوة بعد أيام من محاولة الفصائل العسكرية في ريف حلب الشمالي فتح معبر “أبو الزندين” قرب مدينة الباب.
وقالت مصادر محلية لـ”السورية.نت”، اليوم السبت، إنّ فرق المسح والهندسة التابعة لـ”تحرير الشام” وصلت إلى أطراف بلدة سرمين الشرقية المشرفة على سراقب “لتجهيز موقع المعبر المزمع افتتاحه”.
وأضافت المصادر أنّ “تحرير الشام كثفت من وجودها الأمني في الموقع، وطوّقت المكان بحاجز وانتشار أمني، لمنع وصول الأهالي والإعلاميين إلى الموقع”.
وبدأت آليات وفرق مختصّة في تجهيز الموقع، فيما لم تعلق “الهيئة” عن ما تحدثت به المصادر.
ماذا وراء التحركات؟
وجاءت خطوة “تحرير الشام” بعد أيام على فتح “الجيش الوطني” المدعوم تركياً معبر “أبو الزندين” لمدة ساعتين في محيط مدينة الباب شرقي حلب.
ولم تعرف خلفيات هذه الخطوة حتى الآن، وما إذا كانت تمهيد لافتتاح “أبو الزندين” بصورة دائمة أم لا.
لكن صحيفة “الوطن” شبه الرسمية كانت قد تحدثت، أول أمس، عن مفاوضات أمنية بين النظام السوري والجانب التركي، لافتتاح معابر في ريفي إدلب وحلب الخاضعين لسيطرة فصائل المعارضة و”هيئة تحرير الشام”.
وقالت الصحيفة إنّ “افتتاح المعابر هو إحدى الملفات الرئيسية المطروحة على طاولة التفاوض الاستخباراتي بين النظام وتركيا”.
واعتبرت نقلاً عن مصادر أنّ المعابر “خطوة تركية في مجال تحسين المناخ التفاوضي بين جهازي الاستخبارات التركية والتابعة للنظام”.
“تسهيل عودة الأهالي”
وعلى مدى الأسابيع الماضية روّجت حسابات إعلامية مقرّبة من النظام السوري لملف تسهيل عودة الأهالي إلى مناطق الأخير، انطلاقاً من تلك الحاضعة لسيطرة فصائل المعارضة.
وتحدّثت حسابات إعلامية موالية على وقع خبر التجهيز لافتتاح معبر قرب سراقب عن “استعدادات رسمية من طرف النظام لافتتاح المعبر وتسهيل دخول العائلات وتوفير لهم كل ما يلزم”، دعماً لـ”خطوات المصالحة والتسوية التي بدأت في إدلب”.
بدورها، اعتبرت “الوطن” أنّ خطوة افتتاح المعابر جاءت مقابل افتتاح النظام لمركز “مصالحة” في مدينة خان شيخون، لـ”تسوية” وضع أهالي المنطقة المقيمين في مناطق المعارضة.
وفي ظل ما سبق رجّحت المصادر المحلية التي تحدثت لـ”السورية.نت” أن يكون “افتتاح المعبر أمام الحركة التجارية فقط، وليس للمدنيين، أسوةً بالمعابر السابقة التي افتتحتها تحرير الشام في ريف حماة وحلب”.
واستبعدت المصادر أن “تسمح تحرير الشام بعبور الأهالي نحو مناطق سيطرة النظام، بسبب الإجراءات الأمنية المشددة التي تتخذها ضد المروّجين للعودة لمناطق النظام، من المقيمين في مناطق سيطرتها”.
ولاقت محاولة افتتاح “تحرير الشام” معبراً مع قوات الأسد قرب بلدة معارة النعسان، في أبريل/نيسان من العام 2020 حالة غضب شعبي واحتجاجات، أفضت إلى تراجعها عن هذا القرار.