تحرك تركي على خلفية التصعيد الروسي في إدلب
استدعت وزارة الخارجية التركية السفير الروسي لدى أنقرة، اليوم الثلاثاء، على خلفية القصف الروسي الذي طال إدلب مؤخراً.
ونقلت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية عن مصدر في الخارجية التركية، قوله إن السفير الروسي لدى تركيا، ألكسي ييرخوف، استُدعي إلى وزارة الخارجية التركية، بسبب تفاقم الأوضاع في منطقة “خفض التصعيد” بإدلب.
وقال المصدر، الذي لم تكشف الصحيفة عن هويته:”ناقشنا بشكل رئيسي الهجمات في سورية. نقلنا مخاوفنا إلى الجانب الروسي خاصة فيما يتعلق بالمستشفى (مسفى الأتارب). كما نقل جيشنا مخاوف مماثلة لنظيره الروسي”.
وذكرت صحيفة “حرييت” التركية أن تركيا استدعت السفير الروسي وعقدت اجتماعاً معه في مبنى وزارة الخارجية، كما عقدت اجتماعاً منفصلاً في مقر قيادة القوات المسلحة، حيث عبرت تركيا عن مخاوفها الأمنية نتيجة تصاعد الهجمات الروسية شمالي سورية، بالقرب من الحدود التركية.
وبحسب الصحيفة وجهت تركيا رسالة للمسؤولين الروس بأن تلك الهجمات “تهدد الاستقرار والأمن في المناطق التي تم تحديدها على أنها مناطق خفض تصعيد، بموجب الاتفاق بين روسيا وتركيا”.
وشهدت عدة مناطق في إدلب وريف حلب الغربي، خلال الأيام الماضية، تصعيداً بالقصف من جانب الطائرات الحربية الروسية ومن قبل معسكرات النظام المحيطة بالمنطقة.
ومع ساعات صباح الجمعة الماضي تعرض المشفى الجراحي لمدينة الأتارب في ريف حلب الغربي لقصف مركّز من قوات الأسد، ما أسفر عن مقتل 7 أشخاص، بينهم طفل وامرأة.
وعقب ساعات من الاستهداف المذكور، شن الطيران الروسي غارات قرب معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.
وتزامن ذلك مع قصف بالصواريخ الفراغية لعدة مناطق في ريفي حلب وإدلب، في تصعيد روسي يعتبر الأقوى منذ أشهر، خاصة على أطراف مدينة سرمدا بريف إدلب الشمالي.
بدورها، طالبت وزارة الدفاع التركية روسيا بكبح التصعيد العسكري “على الفور”، ووقف قصف قوات النظام لإدلب، وذلك في وقت متأخر الأحد الماضي.
إدانة دولية
ولاقى التصعيد الروسي تنديداً دولياً، حيث استنكرت الخارجية الأمريكية في بيان أمس، الغارات الجوية الروسية ضربت إدلب قرب معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، مشيرة إلى أن هذا المعبر مرخّص من قبل الأمم المتحدة في سورية، ولا “يزال الطريق الأكثر كفاءة وفعالية لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة لما يقرب من 2.4 مليون سوري كل شهر”.
كما عبرت الخارجية الأمريكية عن قلقها من استهداف مشفى الأتارب، بالرغم من مشاركة إحداثياته من قبل الأمم المتحدة لتجنب استهدافه.
وكذلك أدان الاتحاد الأوروبي قصف مشفى الأتارب، وقال في بيان صادر عن مكتب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس، “هذا الهجوم انتهاك خطير للقانون الدولي الإنساني حيث أن إحداثيات المستشفى تمت مشاركتها من قبل الأمم المتحدة”.
وتخضع محافظة إدلب لاتفاق وقف إطلاق نار، تم التوصل إليه بمدينة “سوتشي” في مارس/آذار 2020 بين روسيا وتركيا، ونص على تسيير دوريات مشتركة بين الجانبين على طول الطريق الدولي حلب- اللاذقية (m4).
لكن قوات الأسد وروسيا، خرقت هذا الاتفاق مراراً، وقصفت قرى وبلدات في إدلب، وخاصة الواقعة في الريف الجنوبي.