قالت “هيئة تحرير الشام” إنها توصلت إلى اتفاق مع قائد “جنود الشام”، أبو مسلم الشيشاني، مع بقاء حملتها الأمنية قائمة ضد جماعة “أبو فاطمة التركي” في ريف اللاذقية الشمالي.
وقال مسؤول التوصل في “تحرير الشام”، تقي الدين عمر، اليوم الاثنين:”فيما يخص مسلم الشيشاني ومجموعته في ريف اللاذقية فقد تم الاتفاق بحضور الوسطاء على إبعاد نفسه، وتسليمه للمطلوبين للقضاء”.
وأضاف عمر لـ”السورية.نت”: “الاتفاق حتى الآن ينص على تحييد الشيشاني عن جماعة أبو فاطمة التركي، وتسليمه للمطلوبين”، في رده على سؤال يتعلق بصحة إخلاء الشيشاني لمقراته في ريف اللاذقية مع 70 عنصراً.
اتفاق على خروج مسلم الشيشاني و ٧٠ من تنظيمه (جنود الشام) من جبل التركمان، لتجنب المواجهة مع هيئة تحرير الشام
لتستمر الهيئة الآن في حملتها ضد "جند الله" (جماعة أبو فاطمة التركي) pic.twitter.com/i6efucsuOP— أحمد أبازيد (@abazeid89) October 25, 2021
وكانت “تحرير الشام” قد أطلقت، صباح اليوم، حملة أمنية في ريف اللاذقية الشمالي ضد “جماعة أبو فاطمة التركي”، بحسب ما يوضح تقي الدين عمر.
وقال إن “هذه المجموعة تأوي مطلوبين، ومتورطة في قضايا أمنية تكفر العباد وتستبيح دماءهم وأموالهم ومن جرائمها غدر المرابطين على الجبهات”، مشيراً بأن “لا صلة لما يحصل في جبل التركمان بأي مجموعات أخرى بما فيها تلك التي أقحمت نفسه”.
ولا يعرف بالتحديد تبعية جماعة “أبو فاطمة التركي”، لكن حسابات “جهادية” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قالت إن الجماعة هي ذاتها كتيبة “جند الله” التي أعلن عن تشكيلها في عام 2014، وشاركت في عدة معارك بشمالي سورية.
وفي السابق كان نشاط “الجماعة” يتركز في مدينة الدانا بريف إدلب الشمالي، لتنتقل قبل ثلاثة أعوام إلى مناطق الريف الشمالي للاذقية، مستفيدة من طبيعة التضاريس التي تكفل سهولة الحركة والتمترس.
وتتهم “تحرير الشام” هذه الجماعة بتنفيذ عمليات أمنية ضدها في شمالي غربي سورية، لكن أحد المقاتلين فيها كان قد نفا ذلك في تسجيل مصور نشر عبر موقع التواصل “تويتر”، اليوم الاثنين.
تصريح من مسؤول في جماعة أبي فاطمة التركي، يؤكد ثباتهم في وجه هيئة تحرير الشام، ويؤكد أنهم يدافعون عن أنفسهم وأن الهيئة بغت عليهم وبدأتهم بالقتال. https://t.co/ssSKTRcC53 pic.twitter.com/cbqXO7cZz6
— أبو يحيى الشامي (@borwjj) October 25, 2021
وقال في التسجيل: “نحن صامدون في جبل التركمان. أسرنا أشخاص من الهيئة. تحرير الشام هي من بغت علينا وسفكت الدماء وأجبرتنا على القتال”.
وفي حديثه لـ”السورية.نت” أشار مسؤول التواصل في “تحرير الشام” إلى اجتماع عقد اليوم مع المجموعة، وحضره القيادي “عبد المالك الشيشاني، وهو طرف محايد في القضية”.
وأضاف عمر: “بعد خروجه من الجلسة غدرت به المجموعة (أبو فاطمة)، ما أدى لإصابته بطلقات نارية أُسعف بعدها فورا إلى المشفى، ولا يزال العمل جارياً على توقيف هذه المجاميع وإحالتها للقضاء”.
وتنتشر في مناطق الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية، و وريف إدلب الغربي جماعات “جهادية” تعود أصول مقاتليها إلى منطقة القوقاز.
وكان قائد “جنود الشام”، أبو مسلم الشيشاني الذي قالت “تحرير الشام” إنها اتفقت معه، قد هدد في الساعات الماضية بالقتال، في حال هاجمت الأخيرة مقراته العسكرية في جبل التركمان بريف اللاذقية.
وقال الشيشاني في تسجيلات صوتية، تأكد فريق “السورية.نت” من صحتها،” إن “ما تروجه الهيئة من وجود عناصر من تنظيم داعش ضمن صفوفنا (..) هو كذب وافتراء”.
وأضاف: “لا نريد على الإطلاق محاربة هيئة تحرير الشام، وخرجنا إلى جبل التركمان للابتعاد عن الصراع مع هيئة تحرير الشام”، متسائلاً “لماذا تعمل هيئة تحرير الشام جاهدة لخلق صراع غير موجود”.
وتابع الشيشاني المتواجد في سورية منذ أكثر من سبع سنوات: “نعلم أن هيئة تحرير الشام تتعامل مع أسراها في سجونها من خلال تعذيبهم وظلمهم”، وإنه لن يسلم “السلاح، وسنموت في عزة وليس في السجن عندهم”.
وفي الثاني من فبراير/شباط الماضي، قال الشيشاني إنه تلقى ورقة استدعاء من مسؤول “جهاز الأمن العام” التابع لـ”تحرير الشام”، وإن الأخير “طلب مني بعد مقابلته مغادرة إدلب(..) قال لي: هذا قرار نهائي للهيئة، ولا يسمح لك بالاستئناف على هذا القرار”.
انقسام الأوساط الجهادية بعد عزم “الهيئة” إبعاد الشيشاني عن إدلب