أعلنت “هيئة تحرير الشام” ضبط “خلية جاسوسية” في محافظة إدلب، في تأكيد للمعلومات التي انتشرت خلال الأيام الماضية وكشفت عن “اختراق” داخل صفوفها.
وجاء الإعلان على لسان الناطق باسم “جهاز الأمن العام“، ضياء العمر، إذ قال في تسجيل مصور، يوم الأحد، إنهم “ضبطوا خلية جاسوسية تعمل لصالح جهات معادية” لم يسمها.
وأضاف عملية الضبط جاءت بعد ملاحقة استمرت 6 أشهر، وأنهم “يوصلون التحقيق وجمع الأدلة عن خلية العملاء”.
وأشار الناطق باسم الجهاز الأمني التابع لـ”الهيئة” إلى أن “بعد انتهاء مراحل التحقيق واستكمال القضية سيُقدّم المتورّطون إلى القضاء للمحاسبة، وأنّهم لن يسجّلوا القضية ضد مجهول”.
وتحظى “تحرير الشام” منذ سنوات بالنصيب الأكبر من السيطرة على محافظة إدلب، وإلى جانبها تنتشر فصائل عسكرية تابعة لتشكيل “الجيش الوطني السوري”.
ورغم أنها سبق وأن أطلقت حملات أمنية استهدفت بها “عملاء للنظام السوري وروسيا ومؤخراً حزب الله”، إلا أنه لم يسبق وأن تطرقت إلى عمل “الجواسيس” داخل صفوفها.
ما قصة “الاختراق”؟
ويأتي بيان العمر الناطق باسم “جهاز الأمن العام” بعدما انتشرت تقارير إعلامية تفيد بأن “تحرير الشام” بدأت حملة اعتقال داخلية استهدفت قياديين في مراكز حساسة.
وكشف موقع “تلفزيون سوريا” في التاسع من شهر يوليو الحاري عن سلسلة اعتقالات في صفوف “الهيئة” لأشخاص بينهم قياديون يعملون لصالح وكالة المخابرات المركزية الأميركية (CIA) وروسيا والنظام السوري.
ونقل الموقع عن مصادر أمنية وعسكرية إن “تحرير الشام” اعتقلت الإداري العام لـ “لواء علي بن أبي طالب” في الجناح العسكري.
إلى جانب المسؤول الأمني عن الكتلة الشرقية في المنطقة الوسطى، و”أمير الهيئة” في تفتناز سابقاً، وأحد مساعدي مسؤول المعابر في الهيئة، ومشرف قناة “إدلب بوست” العاملة ضمن الإعلام الرديف للهيئة.
وأضافت المصادر أن حملة الاعتقالات طالت قياديين في مواقع حساسة، ما دفع قائد الهيئة “أبو محمد الجولاني” لتشكيل غرفة عمليات مصغرة لتدارك الاختراق الكبير الحاصل في داخل صفوف الهيئة.
ما هو جهاز الأمن العام؟
وكان الجهاز الأمني قد عرّف نفسه في الفيديو الإعلاني الدعائي الذي أطلقه، قبل عامين على أنه “مؤسسة أمنية منظمة تعمل على ملاحقة العملاء والمجرمين”.
وأضاف أن مهامه “تتركز في حفظ أمن الفرد والمجتمع بمؤسساته وفصائله ودورة حياته اليومية، بينما يخضع لرقابة شرعية تضبط سير الأحكام القضائية وفق آلية محددة”.
وقال المتحدث باسم الجهاز، ضياء الدين العمر في التسجيل الإعلاني المصور: “إن الخطر الأمني في المحرر يمس الشعب بكامله ونحن نخوض حرباً ضد عدو زئبقي لا يعرف الرحمة.. كعملاء الأسد وخلايا الـ ب ك ك والخوارج وعصابات الجريمة المنظمة”.
ومع ذلك وجهت منظمات حقوقية وناشطين خلال السنوات الماضية اتهامات للجهاز الأمني باعتقال عدد من المناهضين لـ”تحرير الشام”، وهي التي ما تزال مصنفة على قوائم الإرهاب الدولية.