“تحرير الشام” تحاول تحسين صورة سجونها وجهازها الأمني
تعمل “هيئة تحرير الشام” على تحسين صورة سجونها وجهازها الأمني، وذلك في ظل الدعوات الحقوقية والدولية لضرورة الإفراج عن المعتقلين لدى “أطراف النزاع” في سورية، خوفاً من تفشي فيروس “كورونا”.
ونشرت “تحرير الشام” على غرفة إعلامية خاصة لها على تطبيق “تلغرام” اليوم السبت بياناً أوضحت فيه عمل جهازها الأمني، وما يدور داخل سجونها من محاكمات، والأشخاص الذين يطبق عليهم الاعتقال.
وحاولت “تحرير الشام” في بياناها تبييّض صورة المعتقلات لديها في الشمال السوري، مؤكدةً أن المعتقلين الذين تحتجزهم ليسوا من معتقلي الرأي، بل أصحاب القضايا الأمنية الكبيرة.
ويأتي البيان بعد أيام من حملة أطلقها ناشطون وفعاليات إعلامية في الشمال السوري “المحرر”، طالبوا من خلالها “تحرير الشام” الإفراج عن المعتقلين في سجونها، خوفاً من تفشي فيروس “كورونا”.
وبحسب بيان “تحرير الشام: “لا يُشرع اعتقال أي شخص دون الحصول على إذن قضائي، إلا في حالات استثنائية ضيقة، كالاشتباه القوي والذي يقترب لدرجة التأكد بثبوت الجرم حيث يتعذر عندها الانتظار ويتوجب التدخل -الجرم المشهود”.
وأضاف البيان: “كذلك لا يُسمح لمكاتب التحقيق بإصدار الأحكام على سجنائها، فهي ليست صاحبة هذا التخصص، وإنما يتم رفع القضايا والاضبارات إلى اللجان القضائية، لإصدار الأحكام الشرعية وتمر بمراحل عدة حسب الجرم”.
وأكدت “تحرير الشام” أن “أصل التعامل مع جميع السجناء ينبثق من أحكام شرعنا الحنيف، الذي يضمن الحقوق ويحفظها للسجين”، مشيرةً “سجون الهيئة لا تحوي إلا أصحاب القضايا الأمنية الخطيرة فقط”.
وكانت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” قد وثقت، في آب العام الماضي، اعتقال “تحرير الشام” مئات الأشخاص بشكل تعسفي في مناطق سيطرتها.
وبحسب التقرير فإنه منذ تأسيس “جبهة النصرة” مطلع 2012 وحتى آب 2019، وثقت الشبكة اعتقال 2006 أشخاص، بينهم 23 طفلاً و59 سيدة لا يزالون قيد الاعتقال لدى “الهيئة”.
وتحول ما لا يقل عن 1946 من المعتقلين إلى مختفين قسرياً، في حين قتل ما لا يقل عن 24 شخصاً بينهم طفل واحد بسبب التعذيب، وشهدت مراكز الاحتجاز التابعة لـ”الهيئة” 38 حالة إعدام، لم تسلم جثامينهم لذويهم.
واعتبرت الشبكة أن “الهيئة استنسخت سياسة الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري في اعتقال المواطنين دون مذكرة اعتقال أو توضيح سبب الاعتقال والجهة التي تقوم بعملية الاعتقال”.
وكانت “تحرير الشام” قد اعتقلت العشرات من مناهضيها، خلال السنوات الماضية، كما اعتقلت قياديين عسكريين في “الجيش الحر”، دون أن تعلن رسمياً عن حالات الاعتقال.
وتضع “تحرير الشام” معظم معتقليها في سجن العقاب الكائن في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، ويضم العشرات من المعتقلين بتهم مختلفة، وأغلبهم من المناهضين لها، إلى جانب سجن حارم وسجن إدلب المركزي.