تحقيق: جواسيس “أجنحة الشام” لعبوا دوراً بمقتل سليماني
كشف تقرير لوكالة “رويترز”، عن ضلوع موظفين في طائرة إيرباص إيه320، التابعة لشركة “أجنحة الشام” للطيران المملوكة من قبل رامي مخلوف، ابن خال رأس النظام في سورية بشار الأسد، في مقتل قائد ميليشيا “فيلق القدس” قاسم سليماني، قرب مطار بغداد الدولي الجمعة الماضية.
ووفقاً للوكالة، وصل سليماني إلى مطار دمشق في سيارة بزجاج داكن، وكان بصحبته في السيارة أربعة جنود من “الحرس الثوري” الإيراني. وتوقفت السيارة بالقرب من درج يقود إلى طائرة إيرباص إيه320 تابعة لشركة أجنحة الشام للطيران متجهة إلى بغداد.
ولم يُدرج اسم سليماني ولا جنوده على قوائم الركاب، حسبما أفاد موظف من شركة “أجنحة الشام”.
وقال مسؤولان أمنيان عراقيان، إن التحقيق العراقي في الضربات التي قتلت سليماني، وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية، في الثالث من يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ بعد دقائق من الضربة الأمريكية.
وأغلق أفراد من جهاز الأمن الوطني المطار، ومنعوا العشرات من موظفي الأمن من المغادرة، بما في ذلك أفراد الشرطة وموظفو الجوازات ورجال المخابرات.
وركزت التحقيقات على كيفية تعاون أشخاص يشتبه بأنهم مخبرون داخل مطاري دمشق وبغداد، مع الجيش الأمريكي، لمساعدته على تتبع وتحديد موقع سليماني.
شركة “أجنحة الشام” للرحلات الجوية تأسست في عام 2007، ويقع مقرها في مطار دمشق، وفُرضت عليها عقوبات أمريكية عام 2016، لأنها تنقل مقاتلين موالين للأسد إلى سورية، وتساعد المخابرات العسكرية للأسد على نقل أسلحة ومعدات.
وكان تحقيق لـ”رويترز”، قد كشف في إبريل/ نيسان 2018، عن تفاصيل كثيرة لكيفية نقل متعاقدين روس (مرتزقة) إلى سورية، لمساندة نظام بشار الأسد الذي يعتمد عليهم بشكل كبير، وأظهر التحقيق الدور الواسع الذي تقوم به شركة “أجنحة الشام” للطيران في عملية نقل العسكريين.
ويقود التحقيق بمقتل سليماني، فالح الفياض، وهو مستشار الأمن الوطني العراقي ورئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية.
وقال أحد المسؤولين الأمنيين العراقيين، إن لدى محققي جهاز الأمن الوطني “مؤشرات قوية على ضلوع شبكة من الجواسيس داخل مطار بغداد في تسريب تفاصيل أمنية بالغة الأهمية”، للولايات المتحدة عن وصول سليماني.
جاسوس مطار دمشق
وقال المصدر إن المشتبه بهم، بينهم موظفان أمنيان بمطار بغداد، وموظفان في أجنحة الشام هما “جاسوس بمطار دمشق وآخر يعمل على متن الطائرة”.
وأضاف المسؤول أن محققي جهاز الأمن الوطني، يعتقدون أن المشتبه بهم الأربعة، الذين لم يُعتقلوا، عملوا ضمن مجموعة أوسع من الأشخاص على إمداد الجيش الأمريكي بالمعلومات.
وبيّن مسؤولا الأمن العراقيان، أن موظفي شركة “أجنحة الشام” يخضعان لتحقيق تجريه المخابرات السورية.
وقال مسؤولٌ عراقي لـ”رويترز”، إن أفراداً في جهاز الأمن الوطني في بغداد، يحققون بشأن عاملي الأمن بالمطار، وهما تابعان لمديرية حماية المنشآت العراقية، مضيفاً أن “النتائج الأولية لفريق تحقيق بغداد تشير إلى أن أول معلومة عن سليماني وردت من مطار دمشق”، حيث “كانت وظيفة خلية مطار بغداد هي تأكيد وصول الهدف وتفاصيل موكبه”.
وهبطت طائرة سليماني في مطار بغداد الساعة 12.30 تقريباً بعد منتصف ليل الثالث من يناير /كانون الثاني 2020، حسبما أفاد اثنان من مسؤولي مطار بغداد، استعانوا بصور التقطتها الكاميرات الأمنية. وخرج سليماني وحراسه من الطائرة مباشرة إلى أرض المطار دون المرور بالجمارك. واستقبله أبو مهدي المهندس خارج الطائرة، حيث استقل الاثنان سيارة مدرعة كانت في انتظارهما. وقال مسؤولا المطار إن الجنود الذين يحرسون سليماني استقلوا سيارة كبيرة أخرى مدرعة.
وأضاف المسؤولان أن السيارتين اتجهتا تحت أنظار أفراد الأمن بالمطا،ر إلى الطريق الرئيسي الذي يقود إلى الخارج. وأصاب أول صاروخ أمريكي سيارة سليماني والمهندس في الساعة 12:55 صباحاً. وتم قصف سيارة الحرس بعدها بثوان.