تحليل: أعباء اقتصادية قد يجنيها العراق من تعزيز علاقاته مع النظام
شهدت العلاقات العراقية مع نظام الأسد تطورات سياسية لافتة مؤخراً، بعد الزيارة الرسمية الأولى منذ عام 2011 لرئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إلى دمشق.
وحافظ العراق على علاقاته مع النظام السوري طوال سنوات الحرب في سورية، حتى بعد العزلة العربية على الأسد، إلا أن تلك العلاقات شهدت تطورات لافتة خلال الأشهر الماضية، خاصة بعد أن أعادت دول عربية علاقاتها مع النظام.
وفي تحليل نشرته صحيفة “العربي الجديد” بنسختها الإنجليزية، أمس الخميس، قالت فيه إن تطور العلاقات مع الأسد “قد تأتي بنتائج عكسية على الاقتصاد العراقي”.
وأضاف: “حتى مع وجود مكاسب سياسية محتملة، فإن التعاون بين دمشق وبغداد قد يضع عبئاً متزايداً على الاقتصاد العراقي الهش بالفعل”.
رسائل اقتصادية للعراق
بعد اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء العراقي مع بشار الأسد في دمشق، منتصف الشهر الجاري، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على 14 بنكاً عراقياً.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، الأسبوع الماضي، أن العقوبات تشمل البنوك المملوكة للأحزاب العراقية الحاكمة.
وذلك “لقيامها بتحويل العملة الأمريكية إلى إيران وسورية ولبنان”.
وبموجب تلك العقوبات، منعت الولايات المتحدة 14 مصرفاً عراقياً من إجراء معاملات بالدولار الأمريكي.
وأدى ذلك لانخفاض قيمة الدينار العراقي مقابل العملات الأجنبية، وارتفاع أسعار السلع الأساسية والمزيد من الركود في الأسواق.
وقال المحلل السياسي، ياسين طه، في حديثه لصحيفة “العربي الجديد”، إن الإجراءات الأمريكية الأخيرة تحمل “رسائل” اقتصادية للعراق.
ومفاد تلك الرسائل هو أن “كسر العراق للعقوبات المفروضة على سورية وإيران سيكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد العراقي”.
لافتاً إلى أن “الاقتصاد العراقي ليس مستقلاً”.
وعلى صعيد آخر، يأمل العراق من خلال تعزيز علاقاته مع النظام السوري، باستعادة خط أنابيب نفط كركوك- بانياس المعطل منذ عام 2003.
لكن هناك العديد من العقبات التي تواجه هذا المشروع، بحسب المحلل السياسي ياسين طه.
موضحاً أن “تحفيز هذه القضية في الوقت الحاضر يهدف للضغط على تركيا لاستئناف تصدير نفط شمال العراق وفق خطة جديدة”.
وكانت تركيا وضعت قيوداً على تصدير النفط الخام من إقليم كردستان إلى ميناء جيهان التركي.
من جانبه، قال بهروز جعفر، مدير معهد البحر الأبيض المتوسط للدراسات الإقليمية، إن جهود العراق لإحياء خط كركوك- بانياس قد يثير غضب تركيا أكثر.
لكن بالنسبة لبغداد “قد يوفر احتمال إنعاش صادرات النفط عبر سورية منفذاً جديداً للمساعدة في سد هذه الفجوة”.