رغم أن الحرب التي تقودها إسرائيل على الفلسطينيين تنحصر الآن في قطاع غزة، تومض أضواء التحذير بمزيد من المشاكل القادمة باللون الأحمر، حسب تحليل نشرته شبكة “cnn” الأمريكية.
ويسلط التحليل الذي نشر، اليوم الجمعة، الضوء على الهجمات الثلاث التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأمريكية، خلال الساعات الماضية، في كل من سورية والعراق واليمن.
وكانت سفينة تابعة للبحرية الأمريكية قد اعترضت صواريخ أطلقها “الحوثيون” في اليمن، بالتزامن مع تعرضت قاعدتان أمريكيتان في سورية لإطلاق نار.
وفي العراق، أطلقت الميليشيات المدعومة من إيران طائرات مسيّرة وصواريخ على القوات الأمريكية، في قاعدة عين الأسد.
وجاءت هذه الحوادث المتزامنة ليلة الخميس-الجمعة بعدما خرجت الكثير من الحوادث من أن يتحول التصعيد في قطاع غزة إلى “حرب إقليمية أوسع”.
وخلال الأسبوع الماضي نشرت الولايات المتحدة مجموعتين من حاملات الطائرات في شرق البحر الأبيض المتوسط لردع إيران وحلفائها في سورية و”حزب الله” من فتح جبهات جديدة ضد إسرائيل.
كما حشدت ألفي عنصر من مشاة البحرية الأمريكية، وقالت إنهم “على أهبة الاستعداد للانتشار في المنطقة”.
وبعد ذلك أمضى الرئيس الأمريكي جو بايدن سبع ساعات في إسرائيل يوم الأربعاء، وأعرب عن دعمه الكامل للحملة الإسرائيلية ضد غزة، لكنه حث القادة الإسرائيليين، وكرر ذلك في خطابه مساء الخميس من البيت الأبيض، “على ألا يعميهم الغضب”.
وقبله، أمضى وزير الخارجية أنتوني بلينكن سبع ساعات في الاجتماع مع مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي – وليس مجلس الوزراء الإسرائيلي العادي.
وفي الوقت نفسه، قامت الولايات المتحدة بنقل كميات هائلة من الذخيرة والمعدات جواً لمساعدة الجيش الإسرائيلي في التصعيد الذي بدأه ضد غزة، وحركة “حماس” الفلسطينية.
“تقترب من الحرب”
ويقول كاتب المقال التحليلي بين ويدمان إن السياق الزمني منذ بدء التصعيد الإسرائيلي والتحركات التي تخللتها تؤدي إلى فكرة أن “الولايات المتحدة تقترب من الاحتمال الحقيقي للغاية للتورط المباشر في حرب إقليمية في الشرق الأوسط”.
وهذه ليست حملة عام 1991 لطرد جيش صدّام حسين من الكويت، أو غزو العراق عام 2003، وكلاهما سبقته أشهر من التخطيط والإعداد.
ويضيف الكاتب: “الآن، في أفضل الأحوال، تسعى الولايات المتحدة جاهدة للرد على أحداث خارجة عن سيطرتها إلى حد كبير”.
كما يشير إلى “التضاريس الخطيرة”، وكيف أصبحت نقاط الضعف في الوجود العسكري الأمريكي المترامي الأطراف في جميع أنحاء الشرق الأوسط واضحة بشكل صارخ.
“منافسات إقليمية”
ولدى الولايات المتحدة قوات في شمال شرق وجنوب شرق سورية.
لكن في البلاد أيضاً قوات نظام الأسد وأخرى من روسيا وتركيا وإيران و”حزب الله”، ومجموعات فصائل المعارضة، والميليشيات الكردية، فضلاً عن فلول تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وتقصف إسرائيل بانتظام أهدافاً في سورية، وكانت آخر عملياتها ضرب مطاري دمشق وحلب الدوليين، بهدف منع إيران من نقل الأسلحة والذخائر جواً.
وللولايات المتحدة أيضاً وجود عسكري في العراق، حيث يعمل عدد لا يحصى من الميليشيات المدعومة من إيران والمسلحة جيداً، والمتمرسة في القتال بشكل مستقل إلى حد كبير عن الحكومة في بغداد.
ورغم عقود من العقوبات الصارمة التي فرضتها الولايات المتحدة، نجحت إيران في تطوير مجموعة من الأسلحة المتطورة.
وقد اكتسب “الحرس الثوري” الإيراني خبرة قتالية قيمة في سورية والعراق، وقدم التدريب والأسلحة للحوثيين في اليمن والنظام السوري و”حزب الله” و”حماس” وحركة “الجهاد الإسلامي”.
وفي أعقاب اغتيال الولايات المتحدة لقائد “الحرس الثوري”، قاسم سليماني في يناير/كانون الثاني 2020، تمكنت إيران من إطلاق وابل من الصواريخ على قاعدة أمريكية في العراق المجاور.
وبينما يكلف نقل جندي واحد أو مشاة البحرية من الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط آلاف الدولارات، فإن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد رحلة بالحافلة لجندي من “الحرس الثوري” للوصول إلى بغداد أو دمشق أو بيروت.
“لا تضمن النصر”
ويوضح الكاتب بين في مقاله على الشبكة الأمريكية أنه “ربما تمتلك الولايات المتحدة أقوى جيش في العالم، لكن كما أثبتت هزائمها في فيتنام وأفغانستان، فإن هذا لا يضمن النصر على عدو مصمم وواسع الحيلة، في حالة الشرق الأوسط”.
ويشير إلى زيارات وزير خارجية إيران، حسين أمير عبد اللهيان الأخيرة إلى بيروت ودمشق وبغداد والدوحة.
إذ حذّر مراراً وتكراراً من أنه إذا واصلت إسرائيل هجومها على غزة، فإنه لا يمكن “استبعاد فتح جبهات جديدة”.
ويتابع الكاتب أن “مجموعات حاملات الطائرات الأمريكية الموجودة في الأفق موجودة لردع إيران وحزب الله وآخرين من الذهاب بعيداً. وإذا فعلوا ذلك، واستجابت الولايات المتحدة، فإن كل الرهانات ستنتهي”.
“لقد أصبحت كل المؤشرات جاهزة الآن لكي ينفجر الخلاف الإسرائيلي المستمر منذ عقود مع الفلسطينيين ويتحول إلى كارثة إقليمية. وربما تكون الولايات المتحدة في منتصفها”، كما يرى الكاتب بين.