نشرت صحيفة “العربي الجديد” بنسختها الإنجليزية تحليلاً للكاتب جورجيو كافييرو، حول السيناريوهات المحتملة للتطبيع العربي مع النظام السوري، في ظل الحديث عن ازدياد عمليات تهريب المخدرات من سورية.
وجاء في التحليل المنشور، أمس الأربعاء، أنه منذ عودة الأسد إلى الجامعة العربية في شهر مايو/ أيار الماضي، استمرت تجارة الكبتاغون في البلاد بالازدهار.
متساءلاً “هل سيؤثر ذلك على الجهود الإقليمية لإعادة دمج سورية؟”.
مآرب أخرى للعرب
بحسب الكاتب فإنه قضية الكبتاجون تخلق تحديات أمام الدول العربية التي دفعت من أجل عودة سورية إلى الحظيرة الدبلوماسية في المنطقة.
لكن في الوقت ذاته “من المشكوك فيه أن هذه الحكومات العربية سوف تتراجع عن إعادة التطبيع مع سورية بسبب عدم قدرة دمشق أو عدم رغبتها باتخاذ إجراءات صارمة ضد تهريب المخدرات”.
وأضاف أن الدول العربية وضعت مكافحة المخدرات “ذريعة” لتبرير تطبيعها مع النظام.
مردفاً: “يمكن القول إن الكبتاغون كان بمثابة نقطة بيع لتقليل حجم الانتقادات التي تلقتها الدول العربية من العواصم الغربية بعد مصالحتها مع الأسد، وليس حافزاً رئيسياً لإخراج النظام من العزلة”.
وبغض النظر عن مدى تأثير إعادة دمج الأسد في الساحة العربية أو عدم تأثيرها على تجارة الكبتاغون، فإن هذه الحكومات الإقليمية لديها مصالح أخرى في المضي قدماً بإعادة دمج الأسد في المنطقة.
وتتعلق هذه المصالح بمحاولات وقف النفوذ الإيراني في بلاد الشام، ومكافحة الإرهاب، وقضايا اللاجئين، وفق الكاتب
وقال: “لقد تصالح معظم أعضاء الجامعة العربية بشكل أساسي مع واقع حكم الأسد في دمشق، ولا يعتقدون أن إعطاء سورية المعاملة التي تعامل بها كوريا الشمالية سيخدم مصالح المنطقة على المدى الطويل”.
وكانت تقارير عربية قد تحدثت الشهر الماضي، عن تعليق اللجنة الوزارية التابعة لجامعة الدول العربية اجتماعاتها مع مسؤولين من دمشق.
وبحسب الكاتب جورجيو كافييرو، يمكن تفسير هذه الخطوة بأنها “دفعة جماعية من قبل حفنة من الدول العربية لزيادة الضغط على حكومة الأسد لبذل المزيد من الجهد حول مكافحة الكبتاغون”.
علاقة الأردن “الباردة والبراغماتية” مع النظام
يذهب جزء كبير من الكبتاغون المنتج في مناطق سيطرة النظام إلى الدول الخليجية عبر الأردن والعراق.
وتشعر السلطات في الأردن بالإحباط بشكل خاص بسبب حقيقة أن تهريب المخدرات من سورية قد زاد، وفقاً لوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، منذ عودة النظام إلى جامعة الدول العربية في مايو/أيار.
ووجهة النظر السائدة بين المسؤولين الأردنيين هي أن النظام السوري لم يكن مستعداً للتصرف بناءً على الطلبات التي قدمتها عمّان للحد من تهريب المخدرات من سورية إلى الأردن.
وقالت الدكتورة لينا الخطيب، مديرة معهد الشرق الأوسط SOAS، في مقابلة مع “العربي الجديد”، إن النظام السوري لا يفي بوعوده للأردن فيما يتعلق بالحد من تجارة الكبتاغون.
وأضافت: “لطالما كانت علاقة عمان حساسة مع دمشق، لأن أولوية الأردن هي إبقاء حالة عدم الاستقرار تحت السيطرة”.
من جانبه، قال سام هيلر، زميل في شركة “سينشري انترناشنال” للصحيفة، إنه يجب أن تؤخذ هذه الشكاوى المقدمة من السلطات في عمان في سياقها.
مضيفاً “يبدو أن السوريين غير راغبين باتخاذ الكثير من الإجراءات الإضافية دون شكل من أشكال المعاملة بالمثل، طالما لم تساهم معظم الدول العربية بعد بشكل كبير في إعادة إعمار سورية”.
واعتبر أن الأردن “لديه خبرة كبيرة في حالة عدم الرضا عن جيرانه السوريين المتعنتين”.
مردفاً أن الطرق التي تعامل بها الأردن مع الأسد كمنتج ومتاجر للكبتاغون “يجب أن ينظر إليها في سياق علاقة عمان الباردة والبراغماتية مع دمشق”.