قال فؤاد أوقطاي، نائب الرئيس التركي، اليوم السبت، إن بلاده أوفت بمسؤولياتها في إدلب، وفقا للاتفاقات التي أبرمتها مع روسيا وإيران، بينما قال وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، إنّ وفدًا تركيًا يتوجهُ الإثنين إلى روسيا للتباحث حول الأوضاع في محافظة إدلب.
وقال أوقطاي لمحطة (إن.تي.في) إن تركيا عازمة على وقف تقدم قوات قوات الأسد في إدلب، مكرراً التهديد بأن أنقرة ستستخدم القوة العسكرية، لطرد قوات الأسد، إذا لم تنسحب بنهاية فبراير /شباط.
وهدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مؤخراً، أن بلاده ستحرك قواتها الجوية والبرية، وستقصف قوات الأسد، حتى في المناطق غير المشمولة باتفاق “خفض التصعيد”، إذا لم تنسحب حتى نهاية فبراير/ شباط الجارين من المناطق التي سيطرت عليها مؤخراً في إدلب. جاء ذلك في إطار سلسلة إجراءات أعلن عنها أردوغان، للرد على استهداف قوات الأسد لجنود أتراك، ما أدى إلى مقتل 14 منهم، خلال الأيام القليلة الماضية.
وألمح الرئيس التركي وقتها، إلى أنه “بناء على اتفاق أضنة (المبرم مع نظام الأسد)، أُعلن من هذا المنبر أننا سنضرب قوات النظام بشكل مباشر، في حال تعرضت قواتنا لأي ضرر”.
وكان لافتاً منذ مطلع الشهر فبراير/شباط الجاري، تعزيز الجيش التركي نقاط المراقبة التابعة له، في منطقة “خفض التصعيد” بإدلب، بعناصر من قوات المهام الخاصة “الكوماندوز” التركية ،إذ بلغت خلال أسبوعين خمسة أرتال من تلك القوات.
ووفقاً لـ صحيفة “يني شفق”، فإن عدد وحدات الكوماندوز والوحدات الخاصة التي دخلت إدلب مؤخراً وصل إلى نحو 4000 جندي.
بموازة ذلك، قال وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الألماني هايكو ماس، على هامش مؤتمر ميونخ للأمن بنسخته الـ 56 السبت، “الإثنين سيتوجّه وفدنا إلى موسكو، وقبله كان الوفد الروسي في أنقرة”، مؤكداً أن بلاده ستواصل مباحثاتها بشأن التطورات في إدلب.
وأوضح تشاووش أوغلو، أنه بحث مع نظيره الألماني الأوضاع في إدلب، وأنّ النظام يفضّل الحل العسكري على الحل السياسي.
وشدد الوزير التركي أن النظام صعّد من وتيرة اعتداءاته في الآونة الأخيرة بإدلب، وأنّ تركيا تبذل مع روسيا جهودا لوقف اعتداءات النظام، وفق وكالة “الأناضول”.
وشدد تشاووش أوغلو أهمية بذل جهود مشتركة من أجل ترسيخ وقف إطلاق النار في إدلب، مُعرباً عن رغبة بلاده، في رؤية دعم أوضح من ألمانيا والدول الأوروبية، إلى جانب الدعم الذي تقدمه بريطانيا والولايات المتحدة، حيال ترسيخ وقف إطلاق النار في إدلب.
وحذّر الوزير التركي من مأساة إنسانية أكبر في حال عدم التدخل لوقف الاشتباكات في إدلب.
بدوره، حث وزير الخارجية الألماني روسيا على استخدام نفوذها على نظام الأسد لـ “وقف الهجمات في إدلب”.
143 ألف نازح
وفي أحدث تقارير الأمم المتحدة حول أعداد النازحين في الشمال السوري، الفارين من قصف قوات الأسد وروسيا وإيران، قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام ستيفان دوغريك بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، الجمعة، إن عدد النازحين حتى الآن بلغ أكثر من 830 ألف شخص منذ بداية ديسمبر/كانون الأول، ويشمل ذلك 143 نازح خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.
وقال دوغريك إن العمليات العدائية الليلة الماضية، استمرت على معظم أرجاء إدلب وحلب، وخاصة في مدن إدلب وسرمين والأتارب، مردفاً: “النساء والأطفال هم من بين الذين يعانون أكثر من غيرهم، ويشكلون حوالي 81 في المائة من النازحين حديثا”.
كما انخفضت درجات الحرارة إلى أقل من درجة التجمد لعدة أيام، تاركة العائلات لظروف قاسية تتزايد حدتها باضطراد، بحسب دوغريك.
وتابع “الاحتياجات الإنسانية تتزايد و تتسبب حالة الطوارئ المستمرة في تعقيد الحالة الإنسانية الرهيبة أصلاً للناس في الشمال الغربي من سورية، ويعد البحث عن المأوى هو أكثر الاحتياجات إلحاحاً”.
وأضاف أنه تم حشر الاف الأشخاص في مناطق صغيرة غير مجهزة، خاصة خلال فصل الشتاء قارس البرودة.
وأوضح المتحدث الرسمي أنه “اعتبارا من يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع، اضطرت حوالي 72 منشأة صحية (تتعامل مع 106 ألف حالة في العيادات الخارجية شهريا) إلى تعليق عملياتها في المناطق المتأثرة في إدلب وحلب بسبب انعدام الأمن”.
و تتواصل المعارك بين قوات الأسد، وفصائل المعارضة بريفي حلب الجنوبي والغربي، وإدلب الشرقي، وسط تصعيد جديد، بعد إسقاط الفصائل طائرتين مروحيتين للنظام خلال أسبوع واحد، بريفي حلب وإدلب، أسفر عن مقتل 7 طياريين.