ارتفعت نسبة الإصابات بالانفلونزا في مدن وولايات تركية عدة، بزيادة ضعفين إلى 3 أضعاف مقارنة بالعام الماضي، وسط الحديث عن ضغط كبير وكثافة “خطيرة” في المستشفيات.
وفي تقرير لها، قالت شبكة “بي بي سي” التركية، أمس الثلاثاء، إن تركيا تشهد زيادة كبيرة في عدد الإصابات مقارنة بالسنوات السابقة، حيث يحذر الأطباء من وباء جديد للانفلونزا، يصعب علاجه وقد يستغرق أسابيع عدة للتعافي منه.
وأدى ارتفاع الإصابات بين الأطفال إلى إغلاق بعض المدارس، خاصة في مدينة اسبارتا حيث تم تعطيل المدارس مدة 5 أيام بسبب انتشار العدوى داخلها.
كما أعلن والي بولو، أركان كيليتش، أن هناك حوالي 6 آلاف طفل في المدينة لم يذهبوا إلى المدرسة بسبب الانفلونزا، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن التعليم سيستمر.
كما أعلنت مديرية صحة ريزا، عن وجود “زيادة خطيرة” في الانفلونزا بين الأطفال خلال الأيام الأخيرة، وقالت في بيان لها إن خدمة طوارئ الأطفال مشغولة بسبب تزايد الحالات.
وحذرت جهات طبية تركية من إرسال الأطفال الذين تظهر عليهم علامات المرض إلى المدرسة، مؤكدة أنه لا ينبغي السماح لهم بمقابلة أصدقائهم.
التهابات الجهاز التنفسي
نقلت شبكة “بي بي سي” التركية عن أطباء، أن السبب الرئيسي لانتشار الانفلونزا هذا الشتاء هو “كسل” الجهاز المناعي، بسبب استخدام الناس الكمامات خلال فترة انتشار فيروس “كورونا”، وبالتالي عدم تعرضهم لهذا النوع من الانفلونزا منذ أكثر من عامين.
ويُلاحظ انتشار فيروسات عدة مؤخراً، أبرزها الانفلونزا والفيروس الغدي والفيروس المعوي والفيروسات المسببة لالتهابات الجهاز التنفسي العلوي.
وقال البروفسور الدكتور بولنت إرتغرول للشبكة إنه “لأكثر من عامين، كان المجتمع تحت حماية جديّة عبرارتداء الكمامات. ومن خلال عدم التعرض لهذا النوع من الفيروسات نكون قد خلقنا زيادة في الكتلة الحساسة في الجسم”.
وأضاف: “مع نزع الكمامات هذا الشتاء وزيادة الاحتكاك بين الناس، خاصة الأطفال في المدارس، تمت مواجهة هذه الفيروسات بشكل طبيعي، وبدأت الكتلة الحساسة بالإصابة”.
وتصل الزيادة بعدد الإصابات هذا العام إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بالعام الماضي، بحسب إرتغرول، مشيراً إلى أنه بدلاً من رؤية 10 مرضى خلال هذه الفترات، زاد العدد إلى 25 لـ 30 مريضاً على سبيل المثال.
سعال لا يستجيب للعلاج
بحسب أخصائي أمراض الصدر الدكتور بولنت توتلو أوغلو، فإن أكثر الأعراض شيوعاً للانفلونزا الحالية هي السعال الشديد والمستمر، والذي لا يستجيب للأدوية والعلاجات، مشيراً إلى أن الأعراض تشبه الزكام العادي لكن مع سعال حاد وضيق في الرئتين.
وأضاف: “قبل جائحة كورونا، كانت هذه الفيروسات خفيفة جداً، وأعراضها مثل أعراض نزلات البرد والإنفلونزا العادية، ولكن بعد الوباء أصبحت شديدة ويمكن أن تخل بتوازن المرضى”.
وبحسب الأخصائي فإن غرف الطوارئ في المستشفيات أصبحت ممتلئة، وأصبح من الصعب العثور على أسرّة فارغة لاستيعاب جميع المرضى.
كما أن فترة الشفاء من الفيروس طويلة، إذ تستغرق أسابيع عدة، ومن الممكن أن يصاب المريض بنفس الفيروس بعد مدة قصيرة من شفائه منه، بحسب توتلو أوغلو.
وأضاف: “الأعراض تتكرر كما لو كانت تبدأ من نقطة الصفر. في بعض الأحيان يمكن إضافة عدوى فيروسية أو بكتيرية أخرى إليها، وهو شيء نراه كثيراً”.
طرق وقاية مشابهة لـ “كورونا”
يشير الأطباء إلى أن هذا النوع من الانفلونزا الذي يصيب الجهاز التنفسي العلوي، ينتقل عن طريق التنفس والاختلاط المباشر بالمصابين.
وتقول الدكتورة المختصة بالأمراض المُعدية، أمينة بارلاك، لشبكة “بي بي سي”، إنه يمكن الوقاية منه عن طريق اتباع الإجراءات نفسها التي تم اتباعها خلال فترة انتشار فيروس “كورونا”.
ومن بينها: الابتعاد عن الأماكن المزدحمة، التهوية المتكررة للأماكن المغلقة، ارتداء الكمامات، تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي والمسافة، والاهتمام بالنظافة.
وحذرت من إرسال الأطفال الذين يعانون من أعراض الأنفلونزا إلى المدرسة حتى يتعافوا، مع التزام الأشخاص المعرضين لخطر انتقال العدوى أو الذين تظهر عليهم الأعراض بارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة.