أنهت تركيا تحقيقاتها مع أبرز قادة تنظيم “الدولة الإسلامية”، بشار خطاب غزال الصميدعي، والذي اعتقلته في أغسطس/آب الماضي، ضمن عملية نفذها جهاز الاستخبارات بإسطنبول.
وأقامت النيابة العامة التركية في إسطنبول دعوى قضائية ضد “الصميدعي” واثنين آخرين معه، مطالبة بإنزال عقوبة السجن المؤبد عليه، وفق وكالة الأناضول.
وقالت الوكالة، اليوم الجمعة، إن النيابة طالبت في لائحة الاتهام الحكم على الصميدعي بالسجن المؤبد المشدد بتهمة “انتهاك الدستور”.
كما طالبت بالحكم على “عزام علي حسين النعمة” بالسجن المؤبد المشدد بتهمة “انتهاك الدستور” و “كونه عضواً في منظمة إرهابية” بالسجن المؤبد، وعلى زوجة الصميدعي “مكارم طه علي” بتهمة “الانتماء إلى منظمة إرهابية مسلحة”، بالسجن من 7.5 إلى 15 عاماً.
وأضافت “الأناضول” أنه تم قبول لائحة الاتهام التي وافق عليها مكتب المدعي العام، من قبل المحكمة الجنائية العليا الثالثة والعشرين في إسطنبول، مشيرةً إلى أن محاكمة المتهمين ستبدأ في الأيام المقبلة.
وكان إعلان اعتقال “الصميدعي” قد جاء في التاسع من أغسطس، على لسان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
وقال أردوغان إن الصميدعي الملقب بـ”حجي زيد” هو من “أهم المسؤولين التنفيذيين في التنظيم، بعد مقتل أبو بكر البغدادي وخلفه عبد الله قرداش”.
وأضاف: “أثناء استجوابه (للصميدعي)، أدلى بأنه من يسمى بالقاضي. هذا الإرهابي موجود في سورية وإسطنبول منذ فترة طويلة”.
من هو “الصميدعي”؟
عُرف “الصميدعي” بعدة أسماء مستعارة أبرزها “حجي زيد”، وكذلك “أبو خطاب العراقي”، “أبو المعز العراقي”.
وهو أحد قيادات “جماعة أنصار الإسلام”، قبل أن يلتحق في عام 2013 بتنظيم داعش المعروف آنذاك “دولة العراق الإسلامية”، أي قبل إعلان “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، في أبريل 2013.
ينحدر من مدينة الموصل العراقية، وهو من مواليد 1975.
وكان قد غادر العراق إلى سورية عام 2016، قبل معارك تحرير الموصل، ليستقر حسب ما ورد مؤخرا عنه في مدينة الرقة.
ويوصف بأنه كان “من المقربين لأمير التنظيم المقتول أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، الذي سعى للإفراج عنه بعد اعتقاله في عهد أبو بكر البغدادي لعدة أشهر في مدينة الرقة”.
وكان قد شغل منصب “أمير ديوان القضاء والمظالم، وعضوا في اللجنة المفوضة في التنظيم بين عامي 2014 و2016”.
كم كان أحد المساهمين “في كتابة ما عرف بالمنهج الحازمي لداعش، وفي تأصيل التكفير بمنهج التنظيم”.
وقد أسندت إلى الصميدعي أدوار حيويّة داخل “داعش” بعد انضمامه إليه مباشرة، و”هذا يدل على الثقة الراسخة التي سبقت عضويته”، حسب تقرير نشرته مجلة “نيولاينز”، في 16 من فبراير 2022.
وجاء في التقرير أن الصميدعي كان له دور طويل كمنظر جهادي في الموصل، على مقربة من معقل البغدادي في ذلك الوقت، بالإضافة إلى بعض الاتصالات القديمة التي حافظ عليها، حيث كان “يخطب في مركز ديني في باب الجديد يدعى إمام المتقين، وتخرَّج منه عدد كبير من دعاة وقضاة تنظيم الدولة”.
وأضافت المجلة: “يعد الصميدعي من بين القادة القلائل من العيار الثقيل المتبقين داخل التنظيم، ما يجعله مرشحاً، إما ليكون قائد تنظيم الدولة التالي أو أحد أقوى قادته”.
كما كان “واحدا من ثلّة من القادة المقرّبين من الزعيمين السابقين للتنظيم قبل سنوات من إقامة الخلافة في سنة 2014. والأهم