وسّع الطيران العسكري التركي، استهدافه لمواقع تابعة لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، و”حزب العمال الكردستاني” في سورية والعراق، مستهدفاً منشآت حيوية ومناطق “استراتيجية” قرب الحدود بين البلدين، وصولاً لأطراف دير الزور على بعد 70 كيلو متراً من الحدود التركية.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الأربعاء، استهدافها 471 موقعاً شمالي سورية والعراق، خلال عملية “المخلب- السيف”، التي أطلقتها الأحد الماضي، ضد “قسد” و”حزب العمال الكردستاني”.
وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، خلال اجتماع مركز العمليات التابع للقوات البرية التركية، اليوم الأربعاء، إن العملية التي أطلقتها بلاده “بدأت بهجوم جوي هو الأكبر والأشمل والأكثر تأثيراً”، وسط توقعات بانطلاق العملية البرية قريباً.
منشآت الطاقة..هدفٌ تركي
وسّعت تركيا من نطاق الاستهداف الجوي ضد مواقع تابعة لـ “قسد” شمالي سورية، خلال الساعات الماضية، حيث استهدف الطيران التركي منشآت طاقة وحقول نفط وغاز في مناطق خاضعة لإدارة “قسد” و”التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة.
إذ نفّذ الطيران التركي غارات على محطة تل عودة النفطية شرق القحطانية، ومعمل الغاز في قرية جل آغا بريف المالكية، وحقل علي آغا النفطي في ريف اليعربية، بـ 4 صواريخ من طائرة مسيرة خلال ساعات الصباح الأولى.
وطال القصف التركي خزان تجميع نفط قرب معمل الغاز في السويدية شمال شرقي سورية، ومحطة دجلة النفطية في مدينة الجوادية (جل آغا).
#SONDAKİKA
🇹🇷Türk Hava Kuvvetleri’ne bağlı SİHA’ların Kuzey Suriye’de terör örgütü PKK/YPG’ye ait petrol sahasını imha etti.#suriye pic.twitter.com/cV9QZxN0Ry— SavunmaTR (@SavunmaTR) November 23, 2022
بموازاة ذلك، وصل القصف التركي حدود محافظة دير الزور شرقي سورية، في تطور “غير مسبوق”، حيث شنت طائرات تركية، الليلة الماضية، 5 غارات على قرية المكمن في دير الزور، على بعد 70 كيلومتراً من الحدود السورية التركية.
يتزامن ذلك مع تقارير تركية وتصريحات لمسؤولين أتراك، حول قرب انطلاق عملية برية في سورية، في تصعيد كبير، تقول تركيا إنه بمثابة رد على التفجير الذي استهدف مدينة اسطنبول، الأسبوع الماضي، والذي يُتهم “حزب العمال الكردستاني” بالوقوف ورائه.
“قسد” تتوقع السيء
من جانبه، قال القائد العام لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، إن تركيا ستستهدف خلال عملياتها البرية مدينة عين العرب “كوباني”، من أجل ربطها بمدينة اعزاز ومدن أخرى واقعة ضمن مناطق العمليات التركية السابقة.
وخلال لقائه مع موقع “المونيتور”، أمس الثلاثاء، قال عبدي إن تركيا صعّدت من استهدافها الجوي لمناطق عدة في سورية، شملت مدينة ديريك شرقاً حتى منبج غرباً، ومناطق بريف حلب الشمالي.
ولفت إلى أن بعض المواقع التي تستهدفها تركيا شمالي سورية، تخضع لسيطرة روسية، مطالباً الولايات المتحدة وروسيا “بذل المزيد” لمنع التصعيد التركي.
وحول التفاوض مع النظام السوري، قال عبدي إن “عدم وجود سياسة واضحة من قبل الولايات المتحدة فيما يتعلق بمستقبل شمال شرقي سورية، يجعل من الصعب علينا التفاوض مع دمشق بنجاح”.
وأمس الثلاثاء، قال البيت الأبيض إن تركيا تعاني من تهديد “إرهابي”، ويحق لها الدفاع عن نفسها، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن موقف واشنطن من العمليات العابرة للحدود “ثابت”، ما اعتبره البعض “ضوء أخضر” غير مباشر لتركيا.
وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، للصحفيين أمس الثلاثاء، إن لدى الأتراك “الحق في الدفاع عن أنفسهم ومواطنيهم”، مضيفاً أن العملية التركية قد تؤثر على محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وتوالت التصريحات التركية بشأن بدء العملية البرية في سورية، آخرها تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال اجتماع المجموعة البرلمانية لـ “حزب العدالة والتنمية”، اليوم الأربعاء.
Cumhurbaşkanı Erdoğan: Uçaklarla, toplarla, SİHA’larla yaptığımız operasyonlar sadece başlangıçtır. Tel Rıfat, Münbiç, Ayn El Arab gibi yerlerden başlayarak adım adım halledeceğiz.https://t.co/HrXXQubeYD pic.twitter.com/szccVrauCx
— TRT Haber Canlı (@trthabercanli) November 23, 2022
إذ قال أردوغان إن بلاده ستواصل غاراتها الجوية على سورية، وستدعمها بعملية برية عندما يحين الوقت.
وأضاف أن على الحكومتين العراقية والسورية “عدم الاهتمام” بهذه العمليات، لأنها تساعد في ضمان وحدة أراضي كلا البلدين.