فور سماعها بوقوع زلزال ضرب مدينة أنطاكيا جنوبي تركيا، حاولت إيمان التواصل مع ابنة عمتها وزوجها المقيمين في المنطقة. مر على ذلك الوقت 3 أيام، دون أن تحصل إيمان على رد “سلبي” أو “إيجابي” حول وضعهم.
وحين استنفذت جميع وسائل التواصل، كما تقول، لجأت إيمان إلى مجموعات (جروبات) عبر “واتس اب” و”فيس بوك” مخصصة للبحث عن المفقودين جراء الزلزال، ونشرت خلالها صورة لابنة عمتها وزوجها، على أمل أن يتعرف عليهم أحد الأشخاص المتواجدين في أنطاكيا.
“الملاذ الأخير”
تقول إيمان، المقيمة في مدينة اسطنبول، لـ “السورية نت”، إنها وجدت هذه الطريقة “الملاذ الأخير” لسماع أي خبر عن ابنة عمتها بعد مرور 3 أيام على اختفائها، خاصة أن عمتها المقيمة في سورية تستنجد بها لمعرفة ما حل بابنتها بعد انقطاع التواصل معها.
وتضيف: “نصحتني إحدى صديقاتي بالانضمام إلى جروب في (واتس اب) مخصص للبحث عن مفقودين في مدينة أنطاكيا، لم أكن أتخيل وجود عدد كبير من الأشخاص داخل هذه المجموعة، حيث يتم تداول عشرات الصور عليها كل ساعة”.
من خلال المتابعة، رصدت “السورية نت” إنشاء ناشطين سوريين مجموعات عدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هدفها الوصول للأشخاص المفقودين في المناطق التركية التي ضربها الزلزال، تحت اسم “أنطاكيا- مفقودين” أو “ملاطيا- مفقودين”، وغيرها من المدن المتضررة.
ويتجاوز عدد المشتركين في كل مجموعة عبر “الواتس اب”، 1000 شخص، فيما يفوق العدد ذلك بكثير على مجموعات “فيس بوك”.
ولا تزال عمليات البحث جارية عن مفقودين تحت الأنقاض في الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سورية، أول أمس الاثنين، وأودى بحياة 9057 شخصاً وأكثر من 52 ألف مصاب في تركيا وحدها، وسط توقعات بارتفاع العدد خلال الساعات والأيام المقبلة.
ناجون وحيدون
على صعيد غير بعيد، تم إنشاء مجموعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتداول صور الناجين من تحت الأنقاض، الذين لم يتم التعرف عليهم من قبل ذويهم.
تقول علا، المقيمة في أضنة، إنها اشتركت بمجموعة اسمها “الناجون في أضنة”، يتم خلالها نشر صور لأشخاص في المستشفيات بعد نجاتهم من الزلزال.
وتضيف في حديثها لـ “السورية نت” أن معظم الصور المتداولة تعود لأطفال، كونهم لا يستطيعون إعطاء معلومات كاملة عن ذويهم بشكل دقيق خاصة أن بينهم رضّع لا يتكلمون بعد، إلى جانب صور لأشخاص بالغين غائبين عن الوعي نتيجة إصابتهم بالزلزال.
وتتحدث علا عن قصة شهدتها في هذه المجموعة، تم خلالها إيجاد طفل من قبل ذويه، كان يتلقى العلاج في مشفى شاهير بأضنة، مضيفةً: “لا يزال الكثير من الأطفال في مشفى شاهير ينتظرون التعرف عليهم من قبل ذويهم”.
وتشير أحدث الإحصائيات التركية إلى أن عدد المباني المدمرة جراء الزلزال وصل إلى 6444، مع وجود أحياء مدمرة بشكل كامل وسط صعوبات يواجهها عاملو الإغاثة في الوصول إليها وإدخال الآليات الثقيلة.
ويعيش عدد كبير من السوريين في الولايات والمدن التي ضربها الزلزال في تركيا، ويقدر عددهم بنحو 1.7 مليون من أصل 3.5 مليون سوري يعيشون في عموم الأراضي التركية، بحسب آخر الإحصائيات الصادرة عن دائرة الهجرة التركية.