تركيا على مشارف أزمة مع أوروبا..والليرة تهبط لمستويات قياسية
شهدت الليرة التركية خلال اليومين الماضيين هبوطاً قياسياً في سعر الصرف، تزامناً مع التصعيد بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة، على خلفية وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالمريض عقلياً، لاستفزازه مشاعر مئات ملايين المسلمين.
وسجّل سعر الصرف مع افتتاح سوق اليوم الثلاثاء، رقماً غير مسبوق، حيث تجاوزت الليرة التركية حاجز 8.16 مقابل الدولار الواحد، لتفقد ما يزيد على 25% من قيمتها منذ بداية عام 2020.
وتحدثت صحيفة “SOZCU” التركية عن تأثير التطورات السياسية الأخيرة على قيمة الليرة التركية، خاصة التصعيد بين الرئيسين التركي، رجب طيب أردوغان، والفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى جانب نية أنقرة اختبار صواريخ “S- 400” الروسية، ما أوقعها في أزمة مع الولايات المتحدة.
ويأتي تدهور الليرة رغم الإجراءات التي أعلن “البنك المركزي التركي” لضبط سعر الصرف، حيث أعلن قبل أسبوعين زيادة سعر الفائدة من 8.25% إلى 10.25%، بزيادة 200 نقطة، ما أدى إلى تحسن فوري بسيط بسعر صرف الليرة التركية حينها، التي سجلت 7.55 للدولار الواحد، عقب قرار المركزي.
وكان الرئيس التركي انتقد موقف نظيره الفرنسي، الذي اعتبر أن الإسلام يعاني من أزمة، حيث قال أردوغان إن التهجم على الإسلام والمسلمين في اوروبا “بدأ بتشجيع من ماكرون، الذي يحتاج إلى علاج عقلي”.
ودعا أردوغان شعبه إلى مقاطعة كافة البضائع الفرنسية، كما طالب زعماء العالم بالوقوف إلى جانب المسلمين “المظلومين” في فرنسا.
تصريحات أردوغان أججت دول الاتحاد الأوروبي ضده، حيث اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس الاثنين، أنها “تصريحات تشهيرية وغير مقبولة إطلاقاً”.
في حين اعتبرت المفوضية الأوروبية أن دعوات الرئيس التركي لمقاطعة البضائع الفرنسية “ستُبعد تركيا أكثر عن الاتحاد الأوروبي”.
أما الرئاسة الفرنسية استنكرت اتهامات أردوغان، بقولها إن “تصريحات الرئيس أردوغان غير مقبولة. وتصعيد اللهجة والبذاءة لا يمثلان نهجاً للتعامل”.
وبحسب تقارير تركية، فإن تركيا على مشارف أزمة جديدة مع الاتحاد الأوروبي، قد تؤثر على الاقتصاد التركي وقيمة الليرة، التي شهدت هبوطاً قياسياً عقب السجالات السابقة.
وذكرت صحيفة “SOZCU” أن وزير الخزانة والمالية التركي، بيرات البيرق، سيعقد اليوم الثلاثاء اجتماعاً مع مستثمرين في تركيا، يمثلون شركات عالمية، ومن المتوقع أن يعرض عليهم فرصاً استثمارية وشراكات، للحد من انهيار قيمة الليرة التركية.
وكانت الليرة التركية مستقرة مطلع العام الجاري عند 5.94 مقابل الدولار، إلا أنها هبطت إلى مستوى قياسي في 7 مايو/ أيار الماضي، بسبب الإجراءات التي فرضها فيروس “كورونا”، حيث سجلت 7.26، ثم استقرت عند 6.85 على مدى الشهرين الماضيين.
يُذكر أن الليرة التركية شهدت تدهوراً حاداً أيضاً، خلال النصف الأول من عام 2018، نتيجة توتر العلاقات مع الولايات المتحدة، حينها، بسبب قضية القس الأمريكي المحتجز لدى تركيا بتهمة التجسس، وشهدت الليرة تحسناً خلال عام 2019، بعد حل مشكلة القس واتخاذ “البنك المركزي” سلسلة إجراءات، من بينها خفض سعر الفائدة.