بمذكرة رئاسية أقرها البرلمان التركي يوم الثلاثاء الماضي تم تمديد تفويض القوات المسلحة التركية (TSK) بإرسال قوات إلى سورية والعراق للمرة السابعة، وللمرة الأولى لمدة عامين.
ويمهد القرار المنشور في الجريدة الرسمية الطريق لعناصر القوات التركية العمل في سورية والعراق حتى 30 أكتوبر 2023، ولا داعي لطلب تفويض جديد من البرلمان، حتى انتخابات يونيو 2023.
وفي أكتوبر/تشرين الأول من كل عام يمدد البرلمان التركي التفويض الممنوح للرئاسة التركية، بإرسال قوات عسكرية عبر الحدود، لعام واحد، في حين تنص المذكرة الرئاسية الحالية على طلب تمديد التفويض لعامين، الأمر الذي أثار تساؤلات عن أسباب هذا التغير في الوقت الحالي.
Suriye-Irak tezkeresi neden 2 yıl uzatıldı? İktidar eleştirilere karşı ne diyor? @AyseSayin'ın haberi https://t.co/BGfGy0vSPc
— BBC News Türkçe (@bbcturkce) October 29, 2021
ونقل موقع “بي بي سي” الناطق باللغة التركية عن مصادر مسؤولة في “حزب العدالة والتنمية” الحاكم قولها، اليوم الجمعة إن “تمديد التفويض إلى عامين ليس قضية سياسية داخلية، بل رسالة إلى الدول التي لها وجود في المنطقة فيما يتعلق بسورية”.
ويستند تحديد مدة القرار لعامين على “عزم تركيا على إدراجها في المعادلة الخاصة بالمسألة السورية”.
ويضيف الموقع نقلاً عن المصادر التي لم يسمها: “من خلال هذه القرارات، يتم توجيه رسالة فعلية إلى الجمهور الدولي والمحاورين في المنطقة. وحالياً هناك هياكل في المنطقة نتنازع معها في صراع متبادل وفي نفس الوقت مصالحة”.
وأضافت: “في المستقبل القريب، لا ينبغي أن نعطي فرصة لإعطاء انطباع بضعف سياسة تركيا تجاه سورية. الخطوات الأخيرة التي اتخذتها روسيا في المنطقة تحتاج إلى متابعة دقيقة، فنحن نمر بفترة قد تحدث فيها بعض التطورات المعاكسة في سورية، وهناك أيضاً تحرك، حيث بدأت قوات النظام في زحفها نحو تل رفعت”.
وفي هذه الحالة تابعت المصادر المسؤولة: “ليس هناك احتمال أن تكون تركيا قادرة على جعل وجودها مهيمنا على أي طاولة. لا يوجد شيء اسمه طاولة. محادثات جنيف ميتة بالفعل. على تركيا أن تظهر وجودها هنا بقوتها”.
وكان البرلمان التركي صدّق لأول في أكتوبر 2014 على تفويض يقضي بإرسال قوات مسلحة إلى خارج البلاد.
ومنذ تلك الفترة شن الجيش التركي سلسلة عمليات عسكرية كان أبرزها “درع الفرات” في عام 2016 ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في ريف محافظة حلب، ومن ثم عملية “غصن الزيتون” في عفرين عام 2018، ومؤخراً عملية “نبع السلام” في شرقي سورية عام 2019.
وبموازاة ذلك واصل الجيش التركي عملياته العسكرية في شمالي العراق ضد مسلحي “حزب العمال الكردستاني”، معلناً بين الفترة والأخرى تصفية قادة كبار مصنفين على قوائم الإرهاب.
ويتزامن ما سبق مع الحديث عن قرب عملية عسكرية كبيرة لتركيا في سورية، ضد “وحدات حماية الشعب” (YPG).
ولم يعرف بالتحديد المناطق التي ستستهدفها العملية التركية، لكن صحف مقربة من الحكومة كانت قد أشارت إلى أنها ستكون باتجاه اثنتان من خمسة مواقع هي: “عين عيسى بريف الرقة، منبج بريف حلب، تل رفعت بريف حلب، عين العرب (كوباني)، تل تمر بريف الحسكة.
Akın akın giriyorlar Tel Abyad'a.#TSK pic.twitter.com/TFIYDqSUWT
— Ali Karadayı 🇹🇷 (@BirDertli42) October 27, 2021