بعدما اجتمع النظام السوري وتركيا وروسيا وإيران على مستوى نواب وزراء الخارجية في العاصمة موسكو، قبل أيام يسود ترقب بشأن ماهية المرحلة التالية من عملية “بناء الحوار” التي بدأت، مطلع العام الحالي باللقاء على مستوى وزراء الدفاع ورؤوساء الاستخبارات.
ولم يصدر أي بيان مشترك في أعقاب انتهاء الاجتماع الرباعي على مستوى نواب وزراء الخارجية، وفي الوقت الذي كرر النظام السوري “شرط انسحاب القوات التركية من سورية” قالت تركيا على لسان وزير خارجيتها، مولود جاويش أوغلو إنها “تريد أن تستمر عملية التطبيع بطريقة شفافة”.
وأضاف جاويش أوغلو، أمس الجمعة: “يتعين استمرار الحوار ومن المفيد تكثيف المشاورات”، وأنه “من المفيد مواصلة المحادثات لأن القضايا السورية لا يمكن حلها في اجتماع أو اجتماعين”.
وجاء ذلك في أثناء مؤتمر صحفي للوزير التركي مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، ونقلت وكالة “تاس“، اليوم السبت، عن الأخير قوله إن المرحلة التالية من عملية “التطبيع” بين أنقرة ودمشق ستكون باللقاء على مستوى وزراء الخارجية.
ووفقاً للافروف فإن “حقيقة عقد اجتماعات لوزراء الدفاع ورؤساء أجهزة المخابرات وكذلك نواب وزراء الخارجية منذ ديسمبر 2022 تشير إلى أن عملية التطبيع قد بدأت”.
وقال إن “وزراء الخارجية الروسي والإيراني والسوري والتركي يستعدون لعقد اجتماع بشأن تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق”، مضيفاً: “الاستعدادات جارية بشأن هذه القضية وناقش نوابنا ذلك في اجتماعهم بالعاصمة الروسية”.
وتشمل الاستعدادات أيضاً “تحديد موعد يصلح لجميع وزراء الخارجية الأربعة”.
وتابع لافروف: “كما نقول، لا يمكن حل مثل هذه القضايا بين عشية وضحاها. نحن بحاجة إلى إنشاء خطوط اتصال، وبناء الثقة، وزيادة الشفافية، ولكن أيضاً الاتفاق على كيفية إيجاد توازن في نهاية المطاف بين المصالح المشروعة للمشاركين في هذه العملية”.
لماذا يماطل النظام؟
وكان لافتاً خلال الأسابيع الماضية أن النظام السوري يحاول المماطلة في مسار “الحوار” مع الجانب التركي، وهو ما بدا من خلال تصريحات رأسه بشار الأسد، وإصراره على “الشروط والاستحقاقات”، حسب تعبيره.
ويقول الباحث التركي في مركز “أورسام”، أويتون أورهان إن “إحدى المشاكل الرئيسية هي أن إدارة الأسد تتباطأ في المفاوضات، في رغبة منها لانتظار العملية الانتخابية في تركيا”.
ومع اتضاح صورة الانتخابات في البلاد، يضيف أورهان أن “إدارة الأسد ستتخذ الخطوات وفقاً لذلك، ووفق الصورة الجديدة لتركيا”.
ويوضح الباحث التركي أن “النظام السوري يتوقع أن الحكومة الحالية ستتغير وستصل المعارضة إلى السلطة، وأنه بإمكانهم التفاوض بسهولة أكبر مع الإدارة التركية الجديدة”.
ومن المحتمل ألا يكون من الممكن عقد اجتماع على مستوى أردوغان وبشار الأسد قبل الانتخابات لأن هناك قدراً محدوداً من الوقت المتبقي.
ويرجح أورهان أن “يكون الهدف الرئيسي في المرحلة المقبلة هو اجتماع وزيري الخارجية بمشاركة وزيري خارجية روسيا وإيران”.