“تسويات النظام” على أبواب البوكمال.. والتركيز يتخطى الداخل
تشارف عمليات “التسوية” التي بدأها النظام السوري في مدينة الميادين بريف محافظة دير الزور على الانتهاء، ومن المقرر أن تنتقل في نهاية الأسبوع الحالي إلى البوكمال التي تعتبر معقل الميلشيات الإيرانية.
وقال محافظ دير الزور، فاضل نجار، اليوم الاثنين إن “لجنة المصالحة أمضت عشرة أيام في دير الزور، ومثلها أيضاً في الميادين بالريف الشرقي”.
وأضاف نجار لإذاعة “شام إف إم”: “اللجنة ستستمر بعملها في الميادين حتى نهاية هذا الأسبوع، وستنتقل بعد ذلك إلى مدينة البوكمال ومن ثم الريف الغربي”.
وأشار نجار في حديثه إلى نقطة تتعلق بأوضاع أبناء دير الزور والمقيمين خارج سورية.
وتابع: “فيما يتعلق بالأشخاص الراغبين بتسوية أوضاعهم من الموجودين خارج سورية، فيمكن أن يراجع أحد أقربائهم اللجنة ويقدم المعلومات الكاملة عنهم، وبعد ذلك تعلمه اللجنة عن طريقة عودته إلى البلاد عبر مطار دمشق الدولي”.
وتنتشر في مدينة الميادين التي تجري فيها التسويات الآن عدة مقار للميليشيات الإيرانية، بينما تعتبر البوكمال التي ستستهدفها العملية في الأيام المقبلة معقلاً بارزاً لهذه الميليشيات.
وتعتبر مدينة البوكمال، الواقعة على الحدود مع العراق، ذات أهمية كبيرة بالنسبة لإيران، إن كان من الجانب العسكري أم الاقتصادي.
وتحولت المدينة عقب السيطرة عليها إلى مركز عسكري لإيران، إذ أقامت فيها قواعد عسكرية أبرزها قاعدة “الإمام علي”، ما جعلها هدفاً للضربات الأمريكية والإسرائيلية بشكل متكرر.
وفي الوقت الذي تتحدث فيه وسائل إعلام مقربة من نظام الأسد عن نجاح عمليات “التسوية”، أشارت شبكات محلية في الأيام الماضية إلى فشلها، مع إقدام قوات الأسد على اعتقال عدد ممن أراد البدء بـ”التسوية”.
وحتى الآن لم تتضح الأهداف التي يريدها نظام الأسد من إجراء “التسويات” في دير الزور.
وتنقسم المحافظة إلى منطقتي نفوذ، الأول تحت سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) والقوات الأمريكية، والثانية لصالح قوات نظام الأسد والميليشيات الإيرانية إلى جانب القوات الروسية.
وعلى مدى العامين الماضيين كانت عدة تقارير إعلامية قد أشارت إلى محاولات الروس توسعة نفوذهم في المحافظة الغنية بالموارد.