تصاعد الصراع يضع دول الخليج أمام خيارين.. المخاطرة أو الاسترضاء؟
تتخوف دول الخليج، وخاصة السعودية والإمارات، من تصعيد الصراع بين إسرائيل وإيران في الشرق الأوسط، ما يجعلها أمام خيارين، وفق تقارير غربية.
وخلال السنوات الماضية حاولت دول الخليج تجنب اتخاذ قرار بشأن “المنافسات الجيوسياسية الأمريكية”، كحرب أوكرانيا أو الصراع مع الصين.
لكن التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران بالشرق الأوسط، قد يضطرها إلى اختيار أحد الجانبين، إما الولايات المتحدة وإسرائيل أو إيران.
وحسب صحيفة “وول ستريت جورنال“، اليوم الثلاثاء، فإنه في حال تصاعد الصراع الإسرائيلي- الإيراني، سيكون أمام دول الخليج خيارين.
الخيار الأول: “السماح للقوات الأمريكية بشن هجمات من قواعد في بلدانها والمخاطرة بالانتقام الإيراني”.
والثاني هو “محاولة استرضاء إيران والبقاء على الهامش”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عرب بأن السعوديين والإماراتيين تبادلوا المعلومات الاستخبارية مع واشنطن، عقب الهجوم الإيراني، ما أسهم في “رد دفاعي ناجح للغاية”.
ورغم ذلك، أكد المسؤولون أن السعودية والإمارات لم تعطيا لواشنطن كل ما تريده، كما منعا من استخدام مجالهما الجوي لاعتراض الصواريخ والطائرات بدون طيار.
وعقب الهجوم الإيراني، دعت الرياض وأبو ظبي إلى ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحرب وتحقيق الاستقرار عبر القنوات الدبلوماسية.
وتعمل دول الخليج منذ أشهر على المناورة بين علاقتها مع واشنطن وبين علاقتها مع طهران، حيث رفضت السعودية والإمارات المشاركة في التحالف البحري الذي تقوده الولايات المتحدة لمواجهة هجمات الحوثيين للسفن بالبحر الأحمر.
كما منعت الكويت البنتاغون من شن غارات جوية ضد الحوثيين من قواعد في أراضيها، كما يقول مسؤولون دفاعيون أمريكيون وعرب للصحيفة.
وكذلك عملت الدولتان على تهدئة الصراع في المنطقة وخاصة بين إسرائيل و”حزب الله” اللبناني.
ووفقاً لمسؤولين عرب وآخرين في “حزب الله”، فإن “مسؤولين سعوديين وإماراتيين التقوا في الأسابيع الأخيرة مع مسؤولين من جماعة حزب الله اللبنانية في محاولة لتهدئة صراعها مع إسرائيل”.
وقال مسؤول سعودي كبير للصحيفة إن ولي العهد، محمد بن سلمان، “لا يريد أن تصرف الحرب انتباهه عن خططه الطموحة لتحويل اقتصاد المملكة”.
وأضاف المسؤول: “هذه الحرب والتصعيد الحالي يعرضان خططه لخطر أكبر”، مشيراً إلى أن “محمد بن سلمان يعلم أن دول الخليج ستكون أول المتضررين إذا توسعت الحرب”.
لكن “في حال انخراط الولايات المتحدة بشكل أعمق في الأسابيع المقبلة في مواجهة مباشرة مع إيران، فمن المرجح أن تجد الحكومات العربية مجال المناورة الخاص بها يتقلص”، حسب المسؤولين.
وتوقع الخبير السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله، أن تحافظ أبو ظبي على علاقاتها مع إيران وإسرائيل على الرغم مما تعتبره تصرفات مزعزعة للاستقرار من قبل البلدين.
وقال للصحيفة إن “الطريق الأكثر حكمة في الوقت الحالي هو الابتعاد عن كل شيء، ومواصلة التركيز على مصلحتها الوطنية وأمنها ومحاولة الابتعاد عنها”.
وأضاف: “لا نريد أن نتورط في هذا بطريقة أو بأخرى. هذه هي الأولوية رقم 1 في دولة الإمارات العربية المتحدة وبقية دول الخليج العربي”.