تصعيد النظام يتواصل بريف إدلب.. ومخاوف أممية على مصير المدنيين
صعّدت قوات الأسد من قصفها لقرى وبلدات في ريف إدلب الجنوبي، لليوم الثالث على التوالي، قبيل أسابيع قليلة من تصويت مجلس الأمن الدولي على قرار المساعدات العابرة للحدود.
وذكرت منظمة “الدفاع المدني السوري” أن قوات الأسد استهدفت، اليوم الثلاثاء، قرى أبلين بجبل الزاوية وبلشون والبارة وبليون، في ريف إدلب الجنوبي، ما أدى إلى مقتل طفل وإصابة اثنين آخرين من عائلة واحدة، جراء استهداف منزلهم بالقصف المدفعي.
وأضافت المنظمة أن المنطقة تشهد تصعيداً خطيراً من قبل قوات النظام، منذ عدة أيام متواصلة، وبلغت حصيلة الضحايا حتى اللحظة 3 قتلى و9 جرحى، مشيرة إلى أن التصعيد يتزامن مع موسم الحصاد وقطاف الأشجار الذي يعتمد عليه المدنيون بشكل أساسي لتأمين معيشتهم.
مقتل طفل وإصابة اثنين آخرين، من عائلة واحدة، بقصف مدفعي لقوات النظام استهدف منزلهم في قرية #أبلين بجبل الزاوية جنوبي #إدلب، صباح اليوم الثلاثاء 8 حزيران، كما شهدت قرى بلشون والبارة وبليون قصفاً مماثلاً، فرقنا تفقدت الأماكن التي تعرضت للقصف للتأكد من عدم وجود إصابات أخرى. pic.twitter.com/wejYJxZDQ4
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) June 8, 2021
إلى جانب ذلك، ذكرت شبكات محلية أن قوات الأسد استهدفت بالمدفعية الثقيلة بلدتي كفرعمة وكفرتعال غربي حلب، ما أدى إلى احتراق 4 خيام في مخيم “أبو دفنة” بالقرب من بلدة كللي، واقتصرت الأضرار على الماديات.
كما صعّدت قوات النظام من قصفها لمحاور كلز والتفاحية في جبل التركمان شمال اللاذقية، دون ورود تقارير عن وقوع ضحايا حتى اللحظة.
احتراق أربع خيام،اليوم الثلاثاء 8 حزيران، في مخيم أبو دفنة شمالي #إدلب استجاب فريق الإطفاء في #الخوذ_البيضاء وبرّد مكان الحريق، دون تسجيل إصابات، إن إنهاء معاناة المهجرين في المخيمات لا يمكن أن تتحقق إلا بعودتهم الآمنة إلى منازلهم ومحاسبة نظام الأسد على جرائمه بحقهم. pic.twitter.com/IX4YpnzZDy
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) June 8, 2021
يأتي ذلك ضمن حملة تصعيد يشهدها الريف الجنوبي لإدلب منذ ثلاثة أيام، حيث تتذرع قوات الأسد المدعومة من روسيا بقصفها على مناطق المعارضة في الشمال السوري، بأنه يستهدف مواقع عسكرية لـ”هيئة تحرير الشام”.
إلا أن معظم الضربات تتركز على مناطق مأهولة بالمدنيين، حسب فرق إنسانية وإسعافية، بينها “الدفاع المدني السوري”.
مخاوف أممية على مصير 13 مليون شخص
بدورها، حذرت منظمة “الأمم المتحدة” من تدهور الوضع الإنساني في الشمال السوري وفي عموم الأراضي السورية، بسبب أزمة المعابر عبر الحدود.
وقال المتحدث باسم المنظمة، ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي أمس الاثنين، إن الأمم المتحدة “قلقة للغاية بشأن تدهور الوضع الإنساني لـ 13.4 مليون شخص محتاج (في سورية)”، مشيراً إلى أن معبر “باب الهوى” هو “آخر شريان حياة لمنع وقوع كارثة إنسانية”.
وبحسب المسؤول الأممي فإن الفئات الأكثر ضعفاً في سورية موجود في المناطق الشمالية الغربية، ويقدر عددهم بـ 3.4 مليون شخص محتاج.
مضيفاً: “أكثر من 90 في المائة من هؤلاء تم تقييمهم من قبل الأمم المتحدة على أنهم في حاجة ماسة أو كارثية، ولا سيما مليونين وسبعمئة ألف من الرجال والنساء والأطفال النازحين داخلياً”.
وأشار دوجاريك إلى أن معظم النازحين يعيشون في أكثر من 1000 مخيم في مستوطنات غير رسمية على الحدود السورية-التركية. وشدد على أن الوصول الوحيد إلى الأمم المتحدة لهؤلاء الملايين من الناس هو من خلال عملية عبر الحدود أذن بها مجلس الأمن الدولي.
وتتجه أنظار المنظمات الإنسانية إلى اجتماع يعقده مجلس الأمن في شهر يوليو/ تموز، للتصويت على قرار التفويض الأممي لإدخال المساعدات العابرة للحدود إلى سورية، وسط مخاوف من “فيتو” روسي لعرقلة أو تقويض القرار.