صعّدت تركيا، اليوم الخميس، من قصفها لمواقع عسكرية تابعة لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) و”وحدات حماية الشعب” شمالي سورية، في تطور ينذر بعملية عسكرية محتملة رداً على “هجوم أنقرة”.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية في بيان لها، اليوم، عن “تحييد 37 إرهابياً من حزب العمال الكردستاني في سورية والعراق الأسبوع الماضي، وتدمير 58 هدفاً في العمليات الجوية التي نفذتها شمال العراق”.
وحول العملية العسكرية المحتملة، قالت الدفاع التركية إنها من بين الخيارات المطروحة على الطاولة لدى أنقرة، “لكنها ليست الخيار الوحيد”.
وأضافت “هدفنا الوحيد هو تدمير المنظمات الإرهابية التي تشكل تهديداً لتركيا وأمتنا، والعملية البرية ليست الخيار الوحيد”.
وتابعت: “إصرارنا على تنفيذ العملية (فجأة ذات ليلة) سيستمر حتى يختفي الإرهابيون من هذه الجغرافية”.
قصف تركي مكثف
يتزامن بيان الدفاع التركية مع تصعيد عسكري لافت لتركيا في الشمال السوري، حيث كثّف الطيران المسيّر من استهدافه مواقع تابعة لـ”قسد” و”الوحدات” في المنطقة.
وذكرت مراصد محلية، اليوم الخميس، أن شخصين قتلا بقصف لمسيّرة تركية استهدفت سيارة في تل حبش بالحسكة شمالي شرقي سورية.
فيما استهدفت مسيرة أخرى موقعاً لـ”قسد” قرب سد الجوداية في ريف الحسكة الشمالي.
وكذلك، استهدف الطيران التركي المسيّر منشأة نفطية تابعة لـ”قسد” في ريف القحطانية شمال محافظة الحسكة، بالقرب من قاعدة أمريكية متمركزة هناك.
وتحدث ناشطون عن إخلاء “قسد” مواقع ومقار لها داخل حقل العمر النفطي في ريف دير الزور شرقي سورية.
فيما ذكرت مراصد محلية أن أنقرة استهدفت قيادياً من “قسد” قرب عين العرب بريف حلب الشرقي، ضمن حملة التصعيد هذه.
ويأتي ذلك بعد تهديد وزير الخارجية التركي، حقان فيدان، أمس الأربعاء، بالرد على الهجوم “الإرهابي” في أنقرة، الأحد الماضي.
وقال فيدان: “من الآن وصاعداً، جميع مرافق البنية التحتية والبنية الفوقية ومنشآت الطاقة التابعة لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب في العراق وسورية، أصبحت أهدافاً مشروعة لقواتنا الأمنية وقواتنا المسلحة وعناصر المخابرات”.
وأضاف: “أوصي الأطراف الثالثة بالابتعاد عن هذه المنشآت التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب”.
مردفاً أن الرد على هجوم أنقرة “سيكون واضحاً للغاية”.
واشنطن و”قسد” على الخط
من جانبها، عبرت الولايات المتحدة عن “قلقها” من التصعيد العسكري التركي في الشمال السوري.
وقالت الخارجية الأمريكية في بيان لها: “قلقون من التصعيد العسكري شمالي سورية وأثره على المدنيين”.
وأضافت: “نتواصل مع حليفتنا تركيا وعليها تنسيق عملياتها العسكرية مع العراق بشكل يحترم سيادته “.
وكانت تركيا أعلنت، الأحد الماضي، عن هجوم مسلح عند مدخل مديرية الأمن التابعة لوزارة الداخلية التركية في العاصمة أنقرة.
ونفذ الهجوم الذي وصفته تركيا بـ”الإرهابي” شخصان أحدهما “انتحاري” حاول اختراق البوابة الرئيسية، وعندما عجز عن ذلك أقدم على تفجير نفسه.
وتمكن عناصر الحراسة من تحييد الآخر، بعد محاولته تقديم المساندة بإطلاق الرصاص المباشر على الكرفانات الواقعة على جانبي البوابة الرئيسية لمبنى “الداخلية”.
وكشفت الداخلية التركية عن هوية منفذي الهجوم، الأول هو حسن أوغوز الملقب بـ “كانيفار أردال”، والثاني يدعى أوزكان شاهين.
وقال وزير الخارجية التركي إنهما قدما من سورية، لافتاً إلى أنهما عضوان في “حزب العمال الكردستاني”.
وأسفرت الحادثة، الأولى من نوعها في العاصمة منذ 2016، عن إصابة اثنين من رجال الشرطة الأتراك.
وبعد 4 ساعات من حصوله أعلن “حزب العمال” مسؤوليته عن الهجوم، الذي تزامن مع افتتاح العام التشريعي الثاني للدورة الـ28 للبرلمان التركي.
لكن القائد العام لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) مظلوم عبدي، نفى علاقته بالهجوم.
مشيراً في تغريدة عبر منصة “إكس” إلى أن “منفذي هجوم أنقرة لم يمروا من مناطق سيطرة قسد”.
من جانبها، اعتبرت “الإدارة الذاتية” العاملة في شمال وشرق سورية أن “التهديدات التركية باستهداف المنشآت الحيوية سيكون له تبعات سلبية على الوضع المعيشي والإنساني”.
لكن تتجه الأنظار الآن نحو “العملية البرية الخامسة”، وفق تقرير لموقع “سي إن إن تورك“، الأحد الماضي.
ونقل عن خبراء أمنيين قولهم: “يبدو من المرجح أن تبدأ العملية البرية في منطقة عين العرب- تل رفعت- منبج”.