تصعيد للروس والأتراك وأرتال للنظام.. الشمال السوري يلتهب مع “أستانة 20”
صعّدت الطائرات الروسية الحربية، اليوم الثلاثاء، من قصفها لمناطق في محافظة إدلب، الخاضعة لاتفاق “خفض التصعيد” المعروف بـ”اتفاق سوتشي”.
وقال مراسل “السورية.نت” في إدلب، إنّ “الطيران الروسي استهدف بـ 7 غارات جوية، محيط مدينة إدلب ومنطقة الشيخ بحر بريف المحافظة الغربي”.
وأشار إلى أنّ “القصف الروسي استهدف منزلاً سكنياً بمحيط مدينة إدلب أسفر عن أضرار مادية بالغة”.
وتعتبر حملة القصف هي الثانية، إذ هاجمت طائرة حربية روسية موقعاً بالقرب من قرية “سرجة” في منطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب، أواخر شهر مايو/ أيار الماضي.
مقطع فيديو قريب التقط اليوم بتاريخ 20/6/2023 للحظة شن طيران الاحتلال الروسي غارة جوية على أطراف مدينة #ادلب شمال #سوريا pic.twitter.com/oLEv9HQiqp
— Hadi khrat (@hadikhraat) June 20, 2023
تصعيد على وقع “أستانة 20”
وفي شمال شرق سورية، صعّدت القوات التركية من قصفها لمواقع وقيادات تابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
كان آخرها استهداف قيادي في منطقة تل رفعت شمالي حلب، اليوم الثلاثاء.
وأعلنت صحيفة “صباح” التركية، اليوم، عن تصفية الاستخبارات التركية “رضوان أولوغانا” القيادي في “وحدات حماية الشعب”، والمدرج في “الفئة الزرقاء” على قائمة “الإرهابيين المطلوبين”.
وقالت إنّ “أولوغانا ينفذ أنشطة إرهابية في سورية ـ مناطق عفرين وتل رفعت ـ منذ العام 2018، وينظم نقل أعضاء التنظيم في المنطقة إلى تركيا”.
كما استهدفت طائرة مسيرة تركية، اليوم، سيارة قرب تل شعير بريف الحسكة، بحسب وسائل إعلام محلية.
وقالت وكالة “هاوار” المقربة من “قسد”، إنّ الاستهداف التركي أسفر عن وقوع إصابات.
فيما أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” عن مقتل 3 أشخاص، بينهم مسؤول من كوادر “الإدارة الذاتية” التابعة لـ”قسد”.
وسبق أن أعلنت القوات التركية، عن تصفية القيادي عثمان نوري أوكاكلي في منطقة عين العرب (كوباني) بريف حلب،.
وهو من المدرجين في “الفئة الحمراء” ضمن قوائم “الإرهابيين المطلوبين” لتركيا.
وأحصى “المرصد السوري”، أكثر من 25 استهدافاً جوياً للقوات التركية في منطقة شمال شرق سورية الخاضعة لسيطرة “قسد”، أسفر عن مقتل أكثر من 29 عسكرياً.
وتزامن التصعيدان الروسي والتركي، مع تسيير رتل تابع لقوات النظام السوري باتّجاه ريف حلب.
ونشرت حسابات موالية، أمس الإثنين، صور ومقاطع مصورة لرتل عسكري يتبع لـ”اللواء 105 ـ حرس جمهوري”.
ويضم الرتل دبابات ومدرعات وناقلات جند ووحدات هندسة، دون الكشف عن ملابسات وأهداف تلك التعزيزات.
“ورقة ضغط”
وتزامن التصعيد العسكري في الشمال السوري، مع انطلاق أعمال الجولة عشرين من محادثات “أستانة” حول سورية، اليوم الثلاثاء.
ويشارك في الجولة ممثلون عن “الدول الضامنة”، ووفدا المعارضة والنظام، بحضور المبعوث الأممي إلى سورية، جير بيدرسون.
ويرى الباحث في مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية” نوّار شعبان أنّ “الجانب الروسي مستمر في اتباع سياسة التصعيد العسكري في كل استحقاق سياسي يتواجد فيه”.
لافتاً إلى أنها “ورقة ضغط” من الجانب الروسي، تزامناً مع انعقاد جولة جديدة من أستانة، اليوم في العاصمة الكازاخية.
وتحدث شعبان لـ”السورية.نت”، عن “وجود فراغ قوة عسكرية في المنطقة، واستحقاقات واهتمامات للدول ذات النفوذ في المنطقة”.
ومن بينها الجانب الروسي “الذي يحاول اختبار مدى جدية الجانب التركي في ضبط الواقع على ما هو عليه في إدلب”.
وأضاف أنّ “طموح روسيا ينتهي عند الطريق الدولية (m4) في الوقت الحالي”.
ومن المتوقع أن يتناول الاجتماع مسألة تسليم الطريق لروسيا دون عمل عسكري، بحسب شعبان.
ويربط شعبان إمكانية الاتفاق أو الحديث حول الطريق الدولية حلب ـ اللاذقية، بـ”وصول وحدات هندسية عسكرية إلى ريف حماة الشمالي الخاضع لسيطرة النظام”.
مشيراً إلى أن مهمتها في الغالب هي تفريغ منطقة ما وتأمينها من الألغام وغيرها.