تصنيع مدافئ “قشر الفستق” تنتعش في إدلب (صور)
تحت صفيح حديدي واسع، في منطقة “الصناعة” داخل مدينة إدلب، يجتهد ثلاثة أخوة مهجّرين من مدينة حماة في ضبط مقاسات “الألمنيوم والستانلس والحديد”، في محاولةٍ لإنتاج “قطع فريد” من مدافئ قشر الفستق، على طراز فاخر أو بسيط، حسب الطّلب.
وتحوّل هذا المكان المتواضع، إلى ورشة نشيطة تؤمن مصدر رزق للأخوة الثلاثة، بعد أن راجت مهنة تصنيع مدافئ القشور في أسواق محافظة إدلب، وسط إقبالٍ سكاني كبير، على اعتبارها تراعي مختلف الظروف المعيشية والطبقات الاجتماعية الفقيرة منها والمتوسطة.
وتؤمّن الورشة التي تمتد على أمتار قليلة، تصنيع مختلف أنواع مدافئ قشر الفستق، سواء للطبخ أو الحمّامات أو التدفئة التي تشهد الإقبال الأكبر، مع دخول فصل الشتاء، وبدء تجهيز العائلات وسائل لتدفئة اأطفالها، وإلى جانب ذلك تبيع القشر الفستق بجودة مختلفة، حسب الطلب أيضاً.
مهنة تزدهر
بدأ قبل سنتين سعد حجازي، وهو حداد سابق، العمل على تصنيع المدافئ بعد وصوله مدينة إدلب، استفاد من خبرته الطويلة في الحدادة التي تعد مطلوبة اليوم على حدّ تعبيره، ما دفعه لشق طريق رزق جديدة مع أخويه، حمزة وعلي.
يوضح أنّ “الإقبال جيد على تصنيع مدافئ قشر الفستق وتعديلها من قبل الأهالي، وخاصةً أنّ هذه الأيام هي موسم البيع”.
ويضيف لـ”السورية.نت”: “بعد شراء مدفأة من قبل أحد الأشخاص وتجريبها، يعود بأقاربه ومعارفه لشراء أخرى، وهكذا تنتعش عملية البيع والشراء”.
ويشير إلى أنّ “المواد الأولية من حديد وستانلس وألمنيوم ومختلف المواد التي تدخل في التصنيع متوفرة في المنطقة، الأمر الذي يبعد أية عوائق عن العمل”.
لكل الشرائح
تحرص الورشة على تقديم المدافئ المتواضعة والجيدة، لتستوعب الزبائن الفقراء والأغنياء، على حدّ سواء، حسبما يقول سعد.
ويوضح أنّ المدفأة التي يصنّعها تعمل بدون طاقة “البطارية” والمحرّك، وعملية تزوديها بالقشر تكون يدوية، وبالتالي سعرها أقل، ما يشجّع الزبائن محدودي الحال على شرائها دون تردد.
يقول لـ”السورية.نت”، “هذا النوع من المدافئ يلجأ إليه الفقراء، لأنه أرخص من النوعيات الأخرى بـ60 دولاراً أمريكياً، وهي تفي بالغرض وتؤمن تدفئة للعائلة”.
وتبلغ كلفة المدفأة الواحدة حوالي 50 دولاراً، في حين يصل مبيعها إلى 70 دولاراً، مؤكداً أنّ السعر السابق كان 80، إلا أنّه “مراعاةً لواقع الأهالي” خفّض سعرها هذا الموسم.
أما مدافئ الألمنيوم، يختص حمزة في تصنيعها، وهي تعمل على طاقة البطارية عبر محرك صغير.
يقول لـ”السورية.نت”، إنّ “مدفأة القشر المصنّعة بالألمنيوم، ذات مظهر جيد وسعر أعلى يبلغ 110 دولارات، وهي لميسوري الحال وقد تصل إلى أسعار أعلى، بحسب طلب الزبون من إضافات تجميلية”.
بديل صحي ونظيف
بعد ارتفاع أسعار المازوت خلال السنوات القليلة الماضية و بشكل “جنوني” لا يتناسب مع الدخل المتواضع لكثيرٍ من السكان، فإن قسماً كبيراً منهم تخلّى عن مادة التدفئة التقليدية المتعارف عليها، ولجأوا لمواد جديدة ظهرت خلال السنوات الأخيرة، منها الديزل المنخفض الجودة، والبيرين والفحم الحجري والحطب وقشر الفستق.
يوضح علي الذي يختص في بيع قشر فستق ضمن الورشة، أنّ “الإقبال على شراء الفستق للتدفئة يزداد عاماً بعد عام، بحسب ما لاحظ، لأنه خيار أكثر نظافة وتوفيراً، ويبدو صحياً، على خلاف البيرين والحطب الذي يسبب أمراضاً صدرية للأطفال”.
ويشير لـ”السورية.نت” إلى أنّ “هناك أنواع من القشور تستوعب الزبائن الفقراء أيضاً، وهي أقل ثمناً وتكلفة من غير أصناف”.
وتتراوح أسعار طنّ قشر الفستق من 130 دولاراً إلى 175 دولاراً، وهي إيرانية المنشأ أو تركية، تدخل عبر المعابر الحدودية مع تركيا.