تضاربت الأنباء، خلال الساعات الماضية، حول مصير قائد مجموعة “فاغنر” يفغيني بريغوجين، بعد تحطم طائرة خاصة شمال العاصمة موسكو، مساء أمس الأربعاء.
وقالت وزارة الطوارئ الروسية إن الطائرة المملوكة لبريغوجين تحطمت في منطقة تفير شمال موسكو، أثناء توجهها إلى سان بطرسبورغ.
ولا تزال تفاصيل تحطم الطائرة، وعلى متنها عشرة أشخاص، غامضة حتى الآن.
وفي حين قالت هيئة الطيران المدني إن بريغوجين ونائبه ديمتري أوتكين كانا على متن الطائرة، ذكرت وسائل إعلام روسية أن بريغوجين قد يكون سجل اسمه فقط ضمن ركاب الطائرة لأسباب أمنية واستقل طائرة أخرى.
ونشرت وكالة النقل الجوي الفيدرالية الروسية، أسماء الأشخاص الذين كانوا على متن الطائرة الخاصة.
ومن بين الأسماء بريغوجين ونائبه أوتكين، إضافة إلى فاليري تشيكالوف وهو أحد كبار مساعدي بريغوجين والمدرج على قائمة العقوبات من قبل وزارة الخزانة الأمريكية.
وحسب صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية فإن قناة “فاغنر” على تلغرام اتهمت روسيا بإسقاط الطائرة.
وقالت إن دفاعات جوية أسقطت الطائرة شمال موسكو.
في حين نقلت قناة “الجزيرة” عن مصدر سياسي في المجموعة قوله إنه “لم يتم حتى الآن التأكد من وجود جثة بريغوجين ضمن الحطام ولكن عثر على هاتفه قرب إحدى الجثث”.
وأضافت المصادر أن “بريغوجين كان يفترض أن يكون في الطائرة المتحطمة عائداً من أفريقيا إلى سان بطرسبرغ، ولسوء الحظ من المحتمل جداً أن يكون قد توفي بشكل مأساوي”.
ولم يصدر أي تأكيد رسمي من قبل مجموعة “فاغنر” حتى الآن حول مقتل قائدها.
من هو بريغوجين؟
يعتبر بريغوزين من المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ التسعينيات، بعدما حظي بلقب “طاهي بوتين” وحصل على عقود بالمليارات.
وجاء تحوله إلى “أمير حرب وحشي” في أعقاب الحركات الانفصالية المدعومة من روسيا عام 2014 في دونباس شرق أوكرانيا.
وأسس بريغوجين “فاغنر” ليكون جماعة مرتزقة غامضة قاتلت في شرق أوكرانيا، وبشكل متزايد، من أجل القضايا المدعومة من روسيا في جميع أنحاء العالم.
وتتبعت شبكة “سي إن إن” مرتزقة “فاغنر” في جمهورية إفريقيا الوسطى والسودان وليبيا وموزمبيق وأوكرانيا وسورية.
وصعد نجم بريغوجين السياسي في روسيا بعد غزو موسكو الكامل لأوكرانيا في فبراير 2022.
واستخدم بريغوجين وسائل التواصل الاجتماعي للضغط من أجل ما يريده، وغالباً ما كان يتعارض مع القيادة العسكرية الروسية، ويصوّر نفسه على أنه كفؤ وعديم الرحمة على عكس المؤسسة العسكرية.
وانفجرت خلافاته مع كبار الضباط الروس في المجال العام خلال المعركة المروعة على باخموت، والتي اتهم خلالها القيادة العسكرية مراراً وتكراراً بالفشل في تزويد قواته بالذخيرة الكافية.
وفي يونيو/ حزيران الماضي أعلن تمرداً مسلحاً ضد الجيش الروسي.
واتهم المؤسسة العسكرية الروسية بمهاجمة معسكر لمقاتلي “فاغنر” وقتل “كمية هائلة” من رجاله.
وأعلنت المجموعة السيطرة على منشآت عسكرية في منطقة روستوف الروسية خلال التمرد.
ثم أعلنت التوجه نحو العاصمة موسكو، قبل تدخل بيلاروسيا كطرف وسيط والتوصل إلى اتفاق أنهى التمرد.
ما مصير فاغنر؟
وتوالت ردود الفعل على الأنباء المتضاربة حول مقتل قائد “فاغنر”، محملة بوتين المسؤولية عن تحطم الطائرة.
وعلق الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على الحادثة واعتبر أنه لا يعرف على وجه اليقين ما حدث لكنه ليس مندهشاً.
وقال “ليس هناك الكثير مما يحدث في روسيا لا يقف خلفه بوتين. ولكنني لا أعرف ما يكفي كي أعطي إجابة”.
من جانبها، قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، أدريان واتسون، “اطلعنا على التقارير بشأن تحطم الطائرة الروسية، وليس مستغرباً إذا تأكد وجود بريغوجين على متنها”.
فيما اعتبر وزير الخارجية البولندي، زبيغنيو راو، أن ما حدث “ليس محض صدفة”.
وقال إن “المعارضين السياسيين الذين يعتبرهم بوتين تهديداً لسلطته لا يموتون بشكل طبيعي”.
وحول مصير المجموعة بعد بريغوجين، ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن “فاغنر، كما كانت في السابق، لم تعد موجودة”.
ونقلت الصحيفة عن نائب المارشال الجوي السابق في القوات الجوية الملكية البريطانية، شون بيل، أن فاغنر من دون بريغوجين “لا شيء”.
وقال: “إذا كانت مجموعة فاغنر هي يفغيني بريغوجين، فمن الصعب جداً أن تنجو. إنها النهاية كما نعرفها”.
في حين توقع المحلل في معهد هدسون الأميركي، ريتشارد وايتز، لموقع “الحرة” الأمريكية أن موسكو ستعين على الأغلب شخصاً من الدائرة الداخلية لبوتين لقيادة “فاغنر”.
وقال إن “السرية التي تحيط بالمجموعة ستجعل من الصعب التكهن بخليفة بريغوجين، لكنه سيكون بشكل مؤكد تابعاً لموسكو”.