تطبيع السعودية وإسرائيل.. شروط “معقّدة” تديرها الولايات المتحدة
كشفت وسائل إعلام أمريكية وبريطانية، أمس الأربعاء، عن تفاوض بين السعودية والولايات المتحدة بشأن صفقة التطبيع مع إسرائيل.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أمس الأربعاء، أن الرياض وواشنطن توصلتا إلى اتفاق على الخطوط العريضة بشأن الاعتراف بإسرائيل.
وحددت الرياض عدة شروط لإتمام صفقة التطبيع مع إسرائيل، التي توقع مسؤولون أمريكيون أن تتم في غضون 9 إلى 12 شهراً.
وتشترط السعودية، حسب الصحيفة، تقديم إسرائيل تنازلات للفلسطينيين، وتقديم واشنطن ضمانات أمنية للرياض.
إضافة إلى مساعدتها في تطوير برنامج نووي “مدني”.
وفي المقابل “تضغط الولايات المتحدة على السعودية لفرض قيود على علاقتها المتنامية مع الصين”.
“شروط معقدة”
من جانبها، وصفت صحيفة “فايننشال تايمز” الشروط بـ”المعقدة”، وقالت إن السعودية ستفتح علاقات رسمية مع إسرائيل، مما يجلب الآمال في أن تحذو الدول الإسلامية الأخرى حذوها.
وأضافت “في المقابل ستؤمن الرياض المزيد من الدعم والمساعدات الدفاعية الأمريكية لبرنامج نووي مدني”.
“كما تريد المملكة أن تقدم إسرائيل تنازلات بشأن تطلعات الفلسطينيين لإقامة دولة”، حسب الصحيفة.
وكان مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي، جيك سوليفان، ووزير الخارجية أنطوني بلينكين، زارا السعودية مؤخراً.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي أن بلينكن أكد خلال اجتماعه مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، انفتاح واشنطن “على المطالب النووية والأمنية السعودية”.
كما نقلت عن مسؤول إسرائيلي أن المشاركة الأمريكية المتزايدة مع الرياض ربما كانت “رداً على نجاح الصين في التوسط في صفقة بين السعودية وإيران”.
وقال المسؤول الإسرائيلي “أعتقد أن السعوديين سيضطرون إلى الاختيار بين الولايات المتحدة والصين، وأنه لا توجد فرصة في أن يحصلوا على معاهدة دفاع، دون اتخاذ موقف واضح من الجانب الأمريكي “.
واعتبرت الصحيفة أن التطبيع السعودي- الإسرائيلي سيكون “إحدى أهم الصفقات في التاريخ الجيوسياسي الحديث للشرق الأوسط”.
وتمنح الصفقة إسرائيل “جائزة العلاقات الدبلوماسية مع أحد قادة العالم الإسلامي السني والوصي على أقدس موقعين في الإسلام”.
أما بالنسبة للرئيس الأمريكي، جو بايدن، ستشكل “انتصاراً” في السياسة الخارجية مع قرب انتخابات الرئاسة 2024.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي ألمح في مقابلة مع وكالة “بلومبيرغ”، الاثنين الماضي، إلى إمكانية عقد اتفاق مع السعودية.
وقال نتنياهو “إذا كانت هناك رغبة سياسية، فستكون هناك طريقة سياسية لتحقيق التطبيع والسلام الرسمي بين إسرائيل والسعودية”.
وأضاف: “يمكن لإسرائيل والسعودية العمل على تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية، حتى لو لم يتبادل البلدان الاعتراف”.
وتسعى واشنطن منذ شهور إلى التوصل لاتفاق بين إسرائيل والسعودية، إلا أن الرياض تضع شروطاً لذلك أولها “إقامة دولة فلسطينية”.
وكانت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية ذكرت في مايو/ أيار الماضي أن نتنياهو وبن سلمان تحدثا عبر الهاتف مرتين برعاية بحرينية.