تطورات متسارعة في حرب “قره باغ”.. خطة تركية- روسية مرتقبة
شهد إقليم “قره باغ” حيث تدور معارك منذ أسابيع بين أذربيجان وأرمينيا، تطورات متسارعة خلال الساعات الماضية، تمثلت بسيطرة القوات الآذرية على مدينة شوشة الاستراتيجية، وسط حديث عن وجود خطة تركية- روسية للمنطقة.
وأعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، اليوم الأحد، سيطرة جيش بلاده على مدينة شوشة.
وقال علييف إن “لمدينة شوشة مكانة خاصة في تاريخ أذربيجان، شوشة زينة منطقة القوقاز بالكامل وليس أذربيجان وحدها”.
من جهته هنأ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أذربيجان، بالسيطرة على المدينة، وقال في كلمة له اليوم، إن “من صبر ظفر، وهذا ما فعله الإخوة الأذربيجانيون أمام تقاعس مجموعة مينسك (أمريكا وروسيا وفرنسا) عن حل الأزمة في قره باغ”.
واعتبر أردوغان أن “تحرير مدينة شوشة مؤشر على قرب تحرير باقي المناطق الأذربيجانية الخاضعة للاحتلال” الأرميني.
وتزامن ذلك مع وصول وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، ووزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، إلى العاصمة الأذربيجانية باكو.
وقال آكار، بحسب صحيفة “TRTHABER” إن “البلدين هما دولتان وأمة واحدة إلى الأبد”، مضيفاً “أننا ندعم إخواننا وأخواتنا الأذربيجانيين في نضالهم من أجل الحصول على أراضيهم التي احتلت منذ 30 عامًا”.
واندلعت في 27 سبتمبر/ أيلول الماضي، مواجهات عسكرية على خط التماس بين القوات الأذربيجانية والأرمنية في قره باغ والمناطق المتاخمة، في أخطر تصعيد بين الطرفين منذ أكثر من 20 عاماً، وسط اتهامات متبادلة ببدء القتال واستقطاب مسلحين أجانب.
وفي ظل اشتداد المعارك يدور حديث حول اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين، ونشر قوات خاصة تركية- روسية في الإقليم.
وبحسب ما نقل موقع “ميدل إيست أي” عن مصادر تركية، اليوم الأحد، فإن أذربيجان وأرمينيا على وشك التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بموجب صفقة، تفرض تنازل أرمينيا عن جزء كبير من الأراضي، في حين تنشر بعثة سلام تركية- روسية في المنطقة.
ونقل ذات الموقع عن المصادر قولها، إن التقدم السريع للقوات الأذربيجانية على الأرض، دفع أرمينيا إلى التفكير في خطة الوساطة الروسية التي تدعمها تركيا لوقف الحرب.
وكانت روسيا أعلنت الشهر الماضي، إمكانية إرسال قوات لحفظ السلام إلى إقليم قره باغ، المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا.
في حين أبلغ أردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال اتصال هاتفي بينهما أمس، أنه يتعين أن تنسحب أرمينيا من الأراضي الآذرية التي “تحتلها”، مؤكداً بوجوب إقناع القيادة الأرمينية بالجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وتحاول روسيا إقناع ارمينيا، بالجلوس إلى طاولة المفاوضات عبر منع دعمهم في الإقليم، وهو ما تجلى ذلك برد بوتين على طلب وزير الخارجية الأرميني بشأن تقديم المساعدة.
وقال باشينيان في رسالة إلى الرئيس الروسي، الأسبوع الماضي، إن المعارك باتت تقترب من حدود أرمينيا، لكن روسيا أبدت استعدادها لتقديم “المساعدة الضرورية” إذا طالت المعارك الأراضي الأرمينية، كون معاهدة الدفاع بين البلدين لا تشمل إقليم “قره باغ” الذي يعتبر أرضاً أذربيجانية.
وتعتبر مدينة شوشة من أبرز مدن الإقليم، وتقع على الطريق المؤدي إلى مدينة خانكندي وهي أكبر مدينة في “قره باغ”، وتقع على بعد نحو 15 كيلومتراً من ستيباناكيرت، المدينة الرئيسية في الإقليم.