تعقيدات تطفو على السطح بعد إنهاء “قسد” هجوم غويران

أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) سيطرتها على سجن غويران جنوبي الحسكة، أمس الأربعاء، لتنهي بذلك العملية المباغتة التي نفذها تنظيم “الدولة الإسلامية”، والتي أثارت تساؤلات كثيرة حيال العملية وكيفية تنفيذها ونتائجها.

وطرح هجوم التنظيم على محيط السجن في 20 كانون الثاني/ يناير الحالي، والتنسيق مع السجناء داخله، وما تبعه من استعصاء على مدى الأيام الست الماضية، تساؤلاً حول أعداد الفارين من السجن، ومدى خطورتهم والأماكن التي كانوا يشغلونها في التنظيم.

إعلان “قسد” السيطرة على السجن تبعه إعلان آخر باكتشاف ما بين 60 إلى 90 من عناصر التنظيم في جيوب مموهة ضمن المهاجع الشمالية للسجن، إضافة إلى اشتباكات في أحياء الزهور والفيلات الحمر جنوبي الحسكة.

من فر وإلى أين؟

وشكلت حالة التخبط الأمني في اليوم الأول من هجوم التنظيم، فرصة لفرار بعض عناصره، الذين استطاعوا التسلل إلى خارج السجن مبكراً.

ونقلت صحيفة “القدس العربي” عن مصادر لم تسمها، أن أبرز الشخصيات التي استطاعت الفرار خارج الحسكة، هي الشرعي “أبو دجانة”، الذي كان أحد القياديين في تنظيم “القاعدة” قبل توليه مهاماً في تنظيم “الدولة” بمحافظة الرقة شمالي سورية.

كما فر القيادي العسكري في ريف حلب الشرقي سابقاً “أبو حمزة شرقية”، وهو أحد المعتقلين في معركة الباغوز عام 2019.

وحسب الصحيفة استطاع عدد من القياديين الوصول إلى حي الزهور، حيث كانت تنتظرهم سيارة، وجرى تأمين طريق لهم خارج مناطق سيطرة “قسد”.

والمجموعة الفارة، حسب مصادر الصحيفة، فيها عناصر من جنسيات عراقية وسورية، ويصل عددهم إلى 35 سجيناً، تمكنوا سابقاً من تهريب هاتف محمول بالتعاون مع أحد الحراس.

فيما اتجه سجناء آخرون إلى البادية، حيث تنتشر خلايا التنظيم، وتعد منطلقاً لعملياته ضد “قسد” وجيش النظام.

ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري تابع لـ”قسد” أن مفاوضات جرت بين “قسد” والتنظيم وتم الاتفاق على “إطلاق سراح نحو 200 من عناصر التنظيم تم تسريبهم إلى البادية، مقابل الإفراج عن 23 عنصراً من قسد”.

كما تحدثت مصادر أخرى عن وصول عناصر فارين إلى ريفي الرقة ودير الزور.

ويضم سجن غويران الآلاف من معتقلي التنظيم وعائلاتهم، ويعتبر من أضخم سجون “قسد” في مناطق شرق سورية، ويقع بالقرب من الأحياء السكنية لمدينة الحسكة، قرب منطقة مفتوحة.

وقتل خلال الأيام الماضية حوالي 200 عنصر من التنظيم، و30 من عناصر “قسد” وحراس السجن.

العراق متخوف ويعد خططاً جديدة

 وتتمركز خلايا التنظيم بعد سقوط بلدة الباغوز آخر معاقله في آذار 2019، في البادية السورية امتداداً إلى الأراضي العراقية.

ويشترك العراق مع سورية بطول حدود يصل إلى حوالي 610 كيلو متراً، عمل العراق خلال الأعوام الأربع الماضية على تحصينها لمنع تسلل عناصر التنظيم.

ودفعت أحداث سجن الصناعة إلى مخاوف عراقية لتسلل عناصر من التنظيم إلى العراق، ما دفع برئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، إلى زيارة الحدود، وتوجيهه القوات الحدودية بتشديد الاحتياطات.

كما قال المتحدث باسم الحكومة العراقية، حسن ناظم، الثلاثاء الماضي، إن مجلس الوزراء وافق على تمويل وزارة الداخلية للشروع ببناء حاجز خرساني على الحدود السورية، لكن لم يوضح أي تفاصيل عن موعد وآلية التشييد.

المصدر السورية. نت
قد يعجبك أيضا