تعليق تركي رسمي على أحداث “ألتينداغ” و”الإسلامي السوري” يحذر من “الفتنة”
علق مسؤولون أتراك، خلال الساعات الماضية، على تعرض محلات ومنازل سوريين في حي ألتينداغ في أنقرة لهجمات من قبل أتراك غاضبين، إثر جريمة راح ضحيتها مواطن تركي.
ونشرت وكالة “الأناضول” تسجيلاً لوزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، قال فيه إن “العنصرية ليست من صفات هذه الجغرافيا”.
وأضاف صويلو أن “هذه الأمور غير واردة لدينا ونرفضها بكل الأشكال، ماذا فعلت؟، تجمعتم وقمتم بالهجوم على أحياء السوريين؟ هل فادك هذا الأمر؟ هل أنت الدولة هنا؟
واعتبر الوزير التركي أن “كل ما جرى خاطئ، وهناك من يحاول الاستهانة بنظام الدولة”، طالباً من المواطنين الأتراك “ألا يكونوا أداة لهم”.
وأكد صويلو أن تركيا لن تسمح بهذه الهجمات، كما “لن نسمح لأحد أن يزعج مواطني دولتنا بارتكابهم جرائم القتل”، متسائلاً “هل يليق بتراثنا أن ندفع قضية قتل إلى مسار مختلف؟
وكان حي ألتينداغ في أنقرة شهد، قبل أيام، هجوم مجموعة من الشبان الأتراك على منازل ومحال تجارية وسيارات يملكها سوريون، بعد طعن شاب سوري اثنين من الأتراك في مشاجرة بينهما انتهت بمقتل أحدهما.
من جهته قال مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي، إن “المعارضة التركية تحاول إثارة مسألة المهاجرين السوريين منذ سنوات بهدف إحراج الحكومة، وهي تستخدم أسلوبا بالغ الخطورة وغير إنساني قد يتسبب في اضطراب السلم الاجتماعي”.
وأضاف أقطاي، في مقالة رأي نشرها موقع “الجزيرة” أمس، أن أوميت أوزداغ البرلماني المعارض وعضو حزب “الجيد”، هو “من بين الأسماء التي عملت على إذكاء نعرة الكراهية والعنصرية”.
وأكد أقطاي أنه “من المفارقات الطريفة أن أوميت نفسه ليس من أصول تركية، بل تنحدر عائلته من داغستان، وقد جاءت إلى تركيا قبل 130 عاماً”.
من جهته أصدر المجلس الإسلامي السوري بياناً، اليوم الأربعاء، حذر فيه من الفتنة، وطالب السوريين والأتراك “الابتعاد عما يؤثر في صفاء العلاقة فيما بيننا”.
ودعا المجلس السوريين في تركيا إلى “ترك المظاهر التي لا تمت إلى عاداتنا الأصيلة المشتركة أو تراثنا الملتزم بصلة، كالتجمع ليلاً أمام البيوت، والصخب في الطرقات”.
كما دعا “العقلاء من الطرفين إلى التدخل عند وجود إشكال، والمسارعة إلى إنصاف المظلوم الضعيف؛ خاصة إن كان مهاجراً ملتجئاً، فهذا واجب على أهل الدار. كما نرجو ألا يكون وضع السوريين ورقة للتنافس الانتخابي بين الأحزاب التركية”.
وأشار إلى أنه “لا ينبغي تحميل فئة من الناس خطأ واحد وإن كان منهم، ولا أن تعم الجناية على غير من ارتكبها، وندعو إلى الأخذ على يد الجاني، وإنزال العقوبة الرادعة له ولغيره، فإنّ من أمن العقوبة أساء الأدب”.
وتستضيف تركيا نحو أربعة ملايين سوري على أراضيها، وتشهد بين وقت وآخر تصاعد في الخطاب العنصري من قبل شخصيات معارضة، تدعو لإعادة السوريين إلى بلدهم.