قالت وكالة “رويترز” إن اجتماعاً سرياً جمع قائد “فيلق القدس” الإيراني إسماعيل قاآني، مع الأمين العام لـ “حزب الله” اللبناني حسن نصر الله، في بيروت الشهر الماضي.
ونقلت الوكالة، اليوم الجمعة، تفاصيل الاجتماع عن ثلاثة مصادر إيرانية من داخل الدائرة الداخلية للسلطة في طهران، إضافة إلى مصدرين إقليميين.
وذكرت المصادر أن الاجتماع بحث احتمال شن هجوم إسرائيلي كامل على شمال لبنان، والمخاطر التي تنشأ عن تحرك تل أبيب.
وحسب المصادر فإن التصعيد، إضافة إلى ضرره على الحزب، فإنه سيؤدي إلى الضغط على إيران للرد بقوة أكبر مما فعلت حتى الآن منذ “طوفان الأقصى” في غزة.
وأكدت المصادر أن “نصر الله طمأن قاآني أنه لا يريد أن تنجر إيران إلى حرب مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، وأن حزب الله سيقاتل بمفرده”، قائلاً: “هذه هي معركتنا”.
ونقلت الوكالة عن مصدرين متوافقين مع آراء الحكومة في طهران، قولهما إن “إيران وحزب الله يدركان المخاطر الجسيمة التي قد تترتب على حرب أوسع نطاقاً في لبنان، بما في ذلك الخطر الذي قد ينتشر ويؤدي إلى توجيه ضربات إلى المنشآت النووية الإيرانية”.
واعتبر مصدران إقليميان أن “حرباً في لبنان تؤدي إلى إضعاف حزب الله بشكل خطير ستكون بمثابة ضربة قوية لإيران”.
تقرير: إسرائيل تخطط لتوغل بري بلبنان وواشنطن تدق “جرس الإنذار”
ويُعتبر الحزب ذراع طهران في المنطقة لتنفيذ أجندتها ودعم مصالحها منذ تأسيسه عام 1982.
ووفقاً لمصادر إيرانية فإنه “إذا شنت إسرائيل عملاً عسكرياً كبيراً ضد حزب الله، فقد تجد طهران نفسها مضطرة إلى تكثيف حربها بالوكالة”.
وأكد مسؤول أمني إيراني بأن “تكاليف مثل هذا التصعيد يمكن أن تكون باهظة للغاية بالنسبة للجماعات المتحالفة مع إيران”.
واعتبر أن مشاركة طهران المباشرة يمكن أن تخدم مصالح تل أبيب وتوفر مبرراً لاستمرار تواجد القوات الأمريكية في المنطقة.
وتريد طهران تجنب رد فعل سلبي في حال توسعت الحرب بين إسرائيل وحزب الله، حسب مصادر الوكالة.
ونقلت عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن “إيران لا تسعى إلى حرب شاملة، يبدو أنهم يشعرون أنهم يواجهون تهديداً عسكرياً حقيقياً، لكن هذا التهديد قد يحتاج إلى أن يصبح أكثر مصداقية”.
ومنذ اليوم التالي للهجوم الذي شنته حركة “حماس” على إسرائيل في السابع من أكتوبر، تشهد الحدود اللبنانية تصعيداً بين “حزب الله” وتل أبيب.
ويعلن “حزب الله” عن استهداف مواقع وأجهزة تجسس وتجمعات عسكرية إسرائيلية “دعماً للمقاومة”، حسب روايته.
في المقابل يرد الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف “بنى تحتية” للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود.
ورغم أن معادلة الرد والرد المضاد ما تزال قائمة حتى الآن، لكنها وصلت إلى مراحل تصعيدية خلال الأيام الأخيرة، حيث اتجهت إسرائيل لتنفيذ ضربات في العمق اللبناني، وضمن مناطق بعيدة نسبياً عن الحدود.
ومنذ “طوفان الأقصى” صعدت طهران عبر وكلائها ومليشياتها في سورية والعراق، من استهداف القواعد الأمريكية.
وقال مسؤول إيراني إن قائد فيلق القدس ترأس اجتماعاً لمدة يومين، الشهر الماضي، مع قادة عمليات الميليشيات في اليمن والعراق وسورية وثلاثة ممثلين عن حزب الله ووفد من الحوثيين.
وأضاف أن “الجميع اتفقوا في النهاية على أن إسرائيل تريد توسيع الحرب، ويجب تجنب الوقوع في هذا الفخ، لأنه سيبرر وجود المزيد من القوات الأمريكية في المنطقة”.
وكانت شبكة “CNN” الأمريكية قالت إن إسرائيل تخطط لتنفيذ توغل بري داخل الحدود اللبنانية، في حال فشلت الجهود الدبلوماسية بدفع “حزب الله” للتراجع عن الحدود.
ونقلت الشبكة عن مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية ومسؤولين مطلعين على الأمر، الأربعاء الماضي، أن إسرائيل تتخطط لتوغل بري في جنوب لبنان أواخر الربيع أو مطلع الصيف المقبلين.