كشفت صحيفة “واشنطن بوست” عن تفاصيل خطة “سلام دائم”، تعمل عليها الولايات المتحدة وشركاؤها من الدول العربية في الشرق الأوسط.
وفي تقرير للصحيفة، اليوم الخميس، فإن الخطة تعمل عليها مصر والأردن وقطر والسعودية والإمارات وممثلون فلسطينيون، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، أن إدارة الرئيس جو بايدن تسارع مع دول عربية إلى استكمال “خطة مفصلة وشاملة لتحقيق سلام طويل الأمد” بين إسرائيل والفلسطينيين.
وتشمل خطة السلام “انسحاب العديد من المستوطنين في الضفة الغربية، إن لم يكن جميعهم، وسحب العديد من المجمعات الاستيطانية في الضفة الغربية”.
كما تشمل إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، إضافة إلى إعادة إعمار غزة، ووضع ترتيبات الأمن والحوكمة للضفة الغربية وقطاع غزة معاً.
وفي المقابل “تحصل إسرائيل على ضمانات أمنية محددة، والتطبيع مع المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى”.
وأكدت الصحيفة أن واشنطن والدول العربية يعملان على وضع “جدول زمني ثابت لإقامة دولة فلسطينية، يمكن الإعلان عنه في أقرب وقت ممكن”.
وقال مسؤول أمريكي إن “مفتاح خطة السلام في الشرق الأوسط هو صفقة الرهائن، التي يتم التفاوض عليها بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل لتبادل الأسرى”.
وتسعى العديد من الدول إلى هدنة بين الفصائل وإسرائيل تستمر لمدة ستة أسابيع، من شأنها أن توفر الوقت لإعلان الخطة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المخططين يأملون بأن التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن قد يكون قبل بداية شهر رمضان، الذي يصادف في 11 من الشهر المقبل.
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن مفتاح الخطة هو “صفقة الرهائن”.
لكن التهديدات الإسرائيلية بشأن شن عملية عسكرية في رفح، من الممكن أن يؤدي إلى “عواقب وخيمة ودفن صفقة الرهائن وجهود السلام طويلة الأمد”.
من جانبه، قال ممثل الاتحاد الأوروبي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، سفين كوبمانز، إن “الاتحاد يتواصل مع الأطراف المختلفة لوضع خطة تركز فعلياً على الوصول إلى نهاية الصراع”.
وأضاف كوبمانز للصحيفة أن “الخطة تهدف للوصول إلى دولة فلسطينية مستقلة ومعترف بها بالكامل، ودولة إسرائيلية آمنة مندمجة بالكامل في المنطقة”.
وشكك الأمين العام السابق للجامعة العربية، عمرو موسى، بالخطة، وقال إن “لغة عملية السلام كانت معنا لمدة 10 سنوات في التسعينيات ولم تنتج شيئاً، لقد كانت تلك مجرد خدعة”.
لكن الصحيفة اعتبرت أن اعتراف واشنطن بدولة فلسطينية في بداية الأمر “هو وحده القادر على إقناع العالم العربي بأن هذه المرة سوف تكون مختلفة”.
وأكد مسؤولون أمريكيون أن “الاعتراف بشكل ما موجود على قائمة الاحتمالات”.
وحسبما نقلت الصحيفة عن مسؤول عربي فإنه “ينبغي إشراك الجناح السياسي لحماس في المحادثات إن لم يكن في الحكومة المستقبلية”.
وأضاف المسؤول: “نحتاج إلى شخص هناك يمثلهم لضمان مشاركتهم في هذا الأمر، وإذا لم يكن الأمر كذلك، وهم غير راضين عن ذلك، فسوف يكون لدينا فتح وحماس مرة أخرى”.
ولا تزال المفاوضات مستمرة بين حركة “حماس” وإسرائيل منذ أسابيع، للتوصل لاتفاق حول تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وسط تهديدات إسرائيلية بتوسيع الهجوم نحو رفح في الطرف الجنوبي من غزة.