يجري وزير خارجية الأسد، فيصل المقداد في طهران “مفاوضات مختلفة” حسب ما أعلن مسؤول إيراني، ومن المقرر أن تشمل عدة قضايا، على رأسها الاقتصاد.
وكان المقداد قد وصل أمس الأحد إلى العاصمة الإيرانية، على رأس وفد “اقتصادي سياسي رفيع”، حسب وسائل إعلام سورية مقربة من النظام السوري.
وذكر الناطق باسم “الخارجية الإيرانية“، ناصر كنعاني، اليوم الاثنين، أن الهدف الأكبر من هذه الزيارة “يأتي في إطار تسريع عملية تنفيذ الاتفاقيات بين البلدين”، والتي أبرمها مؤخراً الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي في دمشق.
وقال كنعاني: “خلال زيارة السيد رئيسي تم التوقيع على 15 وثيقة بين مسؤولي البلدين، وخلال زيارة الوفد السوري إلى طهران سنناقش مختلف القضايا”.
وفي المحادثات التي سيجريها المسؤولون الإيرانيون مع المقداد “سيناقشون قضية استمرار مكافحة الإرهاب وعملية خفض التصعيد في العلاقات بين تركيا وسورية، وتأسيس لقاء رباعي بين تركيا وسورية وإيران وروسيا”.
وأضاف الناطق باسم الخارجية الإيرانية: “لدينا قضايا مختلفة في العلاقات بين البلدين. إن قضايا عدوان الكيان الصهيوني المتكرر على سورية قضية مهمة تهمنا، كما سيتم تبادل الآراء حول الوجود غير الشرعي للجنود الأمريكيين في سورية”.
ويرافق المقداد في زيارته إلى طهران وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية، محمد سامر الخليل، بالإضافة إلى وزير الاتصالات والتقانة، محمد إياد الخطيب.
كما يرافقه ممثلون عن بعض الوزارات والجهات، إذ سيعقدون مجموعة من اللقاءات مع بعض المسؤولين في الحكومة الإيرانية وكبريات الشركات الاقتصادية العاملة في إيران في مجالات مختلفة، وفق صحيفة “الوطن” شبه الرسمية.
وكان الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي قد زار العاصمة دمشق، في مايو الماضي والتقى حينها رأس النظام السوري، بشار الأسد.
وعلى هامش الزيارة أعلن رئيسي توقيع عدة مذكرات تفاهم، من بينها للتعاون الاستراتيجي الشامل طويل الأمد، وتشمل النفط والسكك الحديدية والزراعة، ومجالات أخرى.
ومنذ مطلع عام 2021، كان لافتاً التوجس الذي أبدته طهران على لسان مسؤوليها، من ضعف حصصها الاقتصادية والاستثمارية في سورية.
وفي الثالث والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول 2021، كان نائب رئيس غرفة التجارة الإيرانية، محمد أمير زاده قد انتقد الدبلوماسية الاقتصادية لبلاده، معتبراً أن حصة طهران من التجارة السورية تبلغ نسبتها 3 % بينما تركيا 30%.
وقال أمير زاده في تصريحات نقلتها وكالة “إيسنا”: “نقاط الضعف في الدبلوماسية الاقتصادية جعلت من المستحيل علينا القيام بأداء دفاعي، حتى في المناطق التي نتمتع فيها بوجود قوي”.
في المقابل قال وزير الصناعة الإيراني، رضا فاطمي أمين، من العاصمة دمشق، في ذات الشهر: “رغم العلاقات الثقافية القوية للغاية، فإن علاقاتنا الاقتصادية مع سورية ضعيفة للغاية وتحتاج إلى التحسين”.
وأضاف: “سورية بلد في حالة إعادة إعمار، وهناك إمكانية لاستثمارات ضخمة فيه، كما أنه يستعد للعودة إلى جامعة الدول العربية”.