تقرير: الأردن قد يعقد صفقات مع مجموعات محلية لكبح “المخدرات السورية”
تحدث موقع “دويتشه فيله” الألماني عن خيار جديد أمام الأردن لحل ملف تهريب المخدرات من سورية إلى أراضيه، عبر إبرام صفقات مع جماعات محلية في الداخل السوري.
ونقل الموقع، أمس الأحد، عن محللين قولهم إن نجاح الضربات العسكرية الأردنية في سورية “سيعتمد على التعاون وليس القوة”، في إشارة إلى التعاون مع جماعات محلية سورية.
“السيناريو الأسوأ للنظام”
وفي تقرير للموقع الألماني، أعدته الصحيفة جينفير هوليس، جاء فيه أن حركة “رجال الكرامة”، التي تعد أكبر فصيل عسكري في محافظة السويداء السورية القريبة من الأردن، أعربت خلال الأسابيع الماضية عن استعدادها للتنسيق مع الجيش الأردني لمكافحة التهريب عبر الحدود.
كما أعلن رئيس قوى المعارضة في منطقة التنف الحدودية، فريد القاسم، أن فصائل المعارضة في المنطقة بدأت جهود التنسيق مع السلطات الأردنية.
ونقل الموقع عن خبير في مجموعة الأزمات الدولية قوله إن “نجاح الأردن في الحد من تهريب المخدرات والأسلحة قد يكون مرتبطاً بالتعاون مع هؤلاء الوكلاء المحليين أيضاً”.
مضيفاً أن ذلك التعاون “يقترب من السيناريو الأسوأ” بالنسبة للنظام السوري.
وتابع: “إن مصدر القلق الرئيسي للنظام السوري خلال التصعيد الأخير هو احتمال نجاح الأردن في إنشاء قنوات اتصال مع المجتمعات المحلية في الجنوب، وهي منطقة على الرغم من كونها تحت سيطرة النظام، إلا أنها تتمتع بتاريخ طويل من المعارضة”.
ووفق الخبير، الذي لم يذكر الموقع اسمه، فإن الضربات الأردنية في سورية يمكن أن تحد من تهريب المخدرات على المدى القصير.
لكن “المخدرات والأسلحة ستستمر في التدفق ما لم يتوصل الأردن إلى اتفاق مع النظام السوري وحليفته روسيا”.
واعتبر التقرير أن تراجع النفوذ الروسي في الجنوب السوري بعد حرب أوكرانيا سمح للميليشيات المدعومة من إيران، والتي تستخدم التهريب كمصدر دخل، باكتساب نفوذ في المنطقة.
قال إدموند راتكا، رئيس مكتب مؤسسة “كونراد أديناور” الألمانية في الأردن، لموقع “دويتشه فيله”، إن ذلك “أدى إلى ظهور شبكات إجرامية عابرة للحدود الوطنية تقع خارج سيطرة الدولة السورية أو روسيا”.
واعتبر أن استراتيجية الأردن المزدوجة الحالية عبر التعاون مع نظام الأسد والمواجهة العسكرية مع شبكات المهربين “متناقضة”، لأن أجزاء من النظام السوري متورطة في نجاح دولة المخدرات، وفق تعبيره.
متحدثاً عن مخاوف أردنية من عواقب اقتصادية “سلبية”، في حال اتخذت السعودية خطوات للحد من حركة المرور وتشديد الإجراءات على المعابر المشتركة مع الأردن.
وشهدت الأيام الماضية تبادل اتهامات بين نظام الأسد والأردن، حول عدم اتخاذ أي خطوات لإيقاف تهريب المخدرات عبر الحدود السورية.
وجاء التوتر بعد تنفيذ الأردن ضربات جوية داخل الأراضي السورية، ما أسفر عن مقتل مدنيين، وفق مراصد محلية.
وخلال الأشهر الماضية، نشطت عمليات تهريب المخدرات عبر الحدود الأردنية، وتحولت من محاولات تسلل وتهريب إلى اشتباكات مسلحة، بهدف اجتياز الحدود وبالقوة، وفق الجيش الأردني.