رغم ترحيبها “المبدئي” بالاتفاق السعودي- الإيراني، أبدت الولايات المتحدة تحفظات على التقارب بين الرياض وطهران، متحدثةً عن رغبتها بأن يُسهم الاتفاق بخفض التصعيد في أماكن عدة بالشرق الأوسط.
مجلة “فورين بوليسي”، قالت في تقريرها، أمس الاثنين، إن خبراء توقعوا أن يؤدي التطبيع بين السعودية وإيران لخفض التصعيد الإقليمي.
إلا أن ذلك لم يحدث، بحسب المجلة، إذ إن إيران لا تزال تصعّد عملياتها في مناطق عدة، من سورية إلى اليمن إلى حدود إسرائيل ومضيق هرمز.
الاتفاق السعودي- الإيراني و”خيبة التهدئة”
“فورين بوليسي” قالت في تقريرها إنه من المبكر الحديث عن خفض التصعيد، على اعتبار أن الاتفاق لم يمضِ عليه ثلاثة أشهر.
لكن حتى الآن “يبدو أن الإيرانيين يستفيدون من التطبيع لتحقيق مصلحتهم الإقليمية بدلاً من تقليل التوترات”.
وفيما يتعلق بسورية، قالت المجلة الأمريكية إنه بعد ثلاثة أسابيع فقط من اتفاق السعوديين والإيرانيين، هاجمت المليشيات الإيرانية القوات الأمريكية في سورية.
وأسفر الهجوم عن مقتل متعاقد أمريكي وإصابة العديد من الجنود الأمريكيين.
وتتعرض القواعد الأمريكية في سورية لهجمات مجهولة متكررة، تتهم واشنطن المليشيات الإيرانية بالمسؤولية عنها.
لكن استئناف العلاقات بين السعودية وإيران كان يجب أن يكون له آثار مفيدة للتوترات في الشرق الأوسط، بحسب “فورين بوليسي”.
وأضافت: “إذا كانت طهران مهتمة بخفض التصعيد الإقليمي، فمن المرجح أن توقف مليشياتها النار”.
وتابعت: “تريد إيران إخراج الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، لذلك تفتح النار على الجنود الأمريكيين لتحقيق هذا الهدف”.
“تصعيد حرب الظل”
على صعيد آخر، قالت “فورين بوليسي” إن قائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني، عقد اجتماعاً مع قادة “حماس” و”حزب الله” و”الجهاد الإسلامي” في بيروت.
وأضافت: “كانت نتيجة الاجتماعات هجمات صاروخية منسقة على إسرائيل من لبنان وسورية وقطاع غزة”.
وبعد حوالي شهر من الاتفاق السعودي- الإيراني، التقى الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، بقادة الجماعات الفلسطينية في دمشق.
ويبدو أن هدف إيران من وراء هذه الاجتماعات هو “تصعيد حرب الظل مع إسرائيل”، بحسب المجلة الأمريكية.
وقالت: “كان لدى إسرائيل ميزة واضحة، حيث قامت بشكل روتيني بضرب الجماعات الإيرانية والمتحالفة مع إيران في سورية والعراق”.
وأضافت: “حتى الآن، لم تتمكن إيران من الرد بفعالية في ساحة المعركة”.
وختمت المجلة بقولها إن تقارب السعودية مع إيران، لم يتمكن من تقليص نفوذ الأخيرة في الشرق الأوسط.
وقالت: “ربما كان أكثر مظاهر هذا الأمر دراماتيكية هو رغبة السعودية بإعادة الرئيس السوري بشار الأسد -الذي يدين بحكمه المستمر جزئياً لإيران- إلى جامعة الدول العربية”.