قالت صحيفة “فايننشال تايمز” إن بريطانيا سوف تصنف مجموعة “فاغنر” الروسية المسلحة، على أنها “منظمة إرهابية”، في غضون الأسابيع المقبلة.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها، أمس الثلاثاء، أن وزيرة الداخلية البريطانية، سويلا برافرمان، قد تعلن عن التصنيف قريباً، وفق قانون الإرهاب لعام 2000.
ماذا تعني هذه الخطوة؟
ونقلت عن مسؤولين حكوميين قولهم إن هذا التصنيف يأتي “كجزء من حملة قمع جديدة على شبكة المرتزقة الروسية” المدعومة من الكرملين.
كما يأتي بعد اتهامات للحكومة البريطانية، من قبل أعضاء في البرلمان، بعدم التحرك حيال الانتهاكات التي ترتكبها المجموعة، حول العالم.
ووصف الأعضاء “التقاعس” الحكومي بأنه “مخيب للآمال إلى أقصى الحدود”.
وكانت بريطانيا فرضت عقوبات على مجموعة “فاغنر” ومؤسسها يفغيني بريغوزين، الأمر الذي اعتبره مسؤولون بريطانيون “غير كاف”.
وبحسب “فايننشال تايمز”، فإن تصنيف المجموعة كـ”إرهابية” وحظرها يتجاوز العقوبات، عبر جعل “الانتماء إلى تلك المجموعة أو تشجيع دعمها أو مساعدتها أو استخدام شعارها جريمة جنائية”.
وأضاف: “من شأن حظر فاغنر أن يضعها في نفس الفئة القانونية في بريطانيا مع تنظيم القاعدة وداعش وحزب الله”.
ومن شأن هذا التغيير أيضاً “أن يجعل الأصول المالية للجماعة ممتلكات إرهابية، ما يعني أنها يمكن أن تكون عرضة للمصادرة، وليس فقط التجميد، وهي خطوة تم تمكينها من خلال العقوبات”.
“واشنطن لا تريد هذا التصنيف”
من إفريقيا إلى سورية إلى أوكرانيا، اتُهمت جماعة “فاغنر” المدعومة من الكرملين، بتعذيب وقتل مدنيين، ما استدعى وجود تحركات في الكونغرس الأمريكي من أجل تصنيف الجماعة كـ”منظمة إرهابية أجنبية”، ووضعها على قدم المساواة مع تنظيم “الدولة الإسلامية”.
إلا أن اتخاذ الإدارة الأمريكية مثل هذا القرار ليس بالأمر السهل، بحسب تقرير لصحيفة “فورين بوليسي”، الشهر الماضي، لما قد ينجم عنه من تداعيات على الدبلوماسية الأمريكية، حسب مسؤولين في البلاد.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الكونغرس ومسؤولين حكوميين سابقين، أن القلق من تصنيف “فاغنر” كـ”إرهابية” يتمثل بعرقلة التواصل الأمريكي مع عدد من الدول الإفريقية “غير المستقرة”.
وخص المسؤولون بالذكر مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى، التي يمكن أن تتحول إلى “حالة فوضى” إذا لاحقت إدارة بايدن “فاغنر” بشدة.
وبحسب التقرير فإن هذه المجموعة لعبت دوراً أساسياً في غزو أوكرانيا، وانخرطت بأنشطة “غير قانونية” في إفريقيا.
بما في ذلك الأمن وتعدين الذهب والحملات السياسية والنشاطات العسكرية.
ويواجه عناصر “فاغنر” اتهامات بارتكاب “فظائع ضد المدنيين، بما في ذلك الاغتصاب والتعذيب والقتل خارج نطاق القضاء”.
وتدّعي “فاغنر” أنها موجودة في إفريقيا لمحاربة “الجهاديين” والجماعات المتمردة، وبالتالي فإن واشنطن لا ترغب بتصنيفها كـ”إرهابية” خوفاً من انتشار تلك الجماعات.
وترى نائبة مدير برنامج إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، بولين باكس، أن المغادرة السريعة للجماعات التي تحارب الإرهابيين، مهما كانت “وحشية”، يمكن أن يسهم بانحدار سريع في بلد يتصارع مع الجماعات المتمردة لأكثر من عقد من الزمن.
وقالت لـ “فورين بوليسي”، “لا أحد يريد أن تحاصر الجماعات الجهادية باماكو. لا الغرب ولا المنطقة”.
واعتبرت أن الجهد المبذول لتصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية، “يعتمد إلى حد كبير على ما يحدث في أوكرانيا، وهو أقل اعتماداً على ما يحدث في إفريقيا”.
“منظمة إجرامية”
وكان مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ قدموا تشريعاً، في وقت سابق من هذا العام، لإجبار إدارة بايدن على تصنيف “فاغنر” كمنظمة إرهابية أجنبية.
وهو تصنيف حكومي رسمي يسعى لعزل الجماعة، ويمنع الأمريكيين من تزويدها بالدعم المالي أو المادي.
ويرى منتقدو هذه الخطوة أن تصنيف الإرهاب يمكن أن يعيق قدرة وكالات الإغاثة على الوصول البري أو الجوي إلى مناطق في بلد ما تحت سيطرة “فاغنر”.
وسبق أن وصفت وزارة الخزانة الأمريكية هذه المجموعة، التي يقودها حليف بوتين، يفغيني بريغوزين، بأنها “منظمة إجرامية عابرة للحدود” في يناير الماضي.
لكن لم يتم تصنيفها على أنها “إرهابية”، حتى اليوم.