تقرير: تناقض بين الدمار البيئي الذي خلفه الأسد ودعوته لقمة المناخ
مع قرب انطلاق قمة المناخ العالمية في الإمارات أواخر الشهر الجاري، عاد الجدل حول مشاركة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في القمة بدعوة إماراتية، والتي ستكون أول مشاركة دولية له منذ عام 2011.
واعتبر قاضي المحكمة الجنائية الدولية السابق، هوارد موريسون، أن دعوة الأسد كانت “غير مناسبة”، لأنه وحكومته مسؤولان عن “كارثة بيئية واضحة ومستمرة وكارثة إنسانية في سورية.
وقال موريسون لشبكة “سكاي نيوز” البريطانية، اليوم الأربعاء، إن الأسد مسؤول عن الدمار الشامل والأضرار التي لحقت بالبيئة، من خلال هجمات نظامه وحملات القصف واستخدام الأسلحة الكيميائية خلال الحرب التي استمرت لسنوات في بلاده.
وأضاف: “انتهاكات حقوق الإنسان في سورية موثقة بشكل جيد، لكن وبسبب الطريقة التي دمرت بها البلاد بشكل منهجي، علينا أيضاً أن نأخذ في الاعتبار الأثر البيئي الهائل نتيجة للدمار الذي لحق بالمدن، وإنشاء النفايات والاعتداءات المتعمدة على المنشآت النفطية”.
مطالب بإلغاء الدعوة
ومن المقرر أن يذكر القاضي كل ذلك في تقرير سيقدمه إلى مجلس النواب البريطاني، في وقت لاحق اليوم، وفق الشبكة.
وكانت الإمارات وجهت دعوة إلى رئيس النظام السوري لحضور قمة المناخ العالمية المنعقدة في أبو ظبي، بعد قرار إعادته للجامعة العربية في مايو/ أيار الماضي، ما أثار حفيظة الدول الغربية وناشطين حقوقيين.
وبحسب التقرير الذي أعده القاضي السابق، أدى تدمير المدن في سورية إلى تراكم “أنقاض النزاع” على نطاق واسع، والتي يمكن أن تحتوي على مواد خطرة تشكل مخاطر بيئية.
كما تشير إلى أن الهجمات على صناعة النفط تسببت في حرائق نفطية وتسربات، دمرت مساحات كبيرة من الأراضي المزروعة والرعي وقتلت الماشية.
وكان لحرائق النفط وتسرباته “تأثير خطير” على صحة السوريين، بما في ذلك زيادة عدد أمراض الجهاز التنفسي والجلدية، وأفادت النساء عن “تعرضهن لإجهاض متكرر بعد تسرب النفط”.
ويقول التقرير إن المياه تُستخدم “كسلاح حرب” في سورية، حيث يؤدي عدم حصول السوريين على مياه آمنة ونظيفة إلى مشاكل صحية لا تعد ولا تحصى، في حين أن الأضرار التي لحقت بأنظمة الصرف الصحي للمياه أدت إلى تلويث المياه الجوفية.
وفي الوقت نفسه، يقدر أن الإنتاج اليومي من النفايات قد تضاعف إلى حوالي 850 طناً يومياً، مع ترك النفايات الزائدة “ببساطة في الشوارع” أو إشعال النار فيها، “ما يؤدي إلى إطلاق أبخرة وسموم خطيرة”.
وكذلك تم تقليص الغطاء الحرجي في سورية بمعدل “ينذر بالخطر” خلال الحرب، بسبب الحاجة إلى الفحم والحطب ونتيجة للقتال.
ويحذر التقرير من أن يؤدي ذلك إلى مشاكل بيئية خطيرة، بما في ذلك زيادة خطر الفيضانات وانخفاض في التنوع البيولوجي.
ويدعو التقرير الدول إلى الضغط من أجل إلغاء دعوة الأسد للقمة، وضمان أن تتناول القمة “الانتهاكات البيئية واسعة النطاق” التي يرتكبها النظام السوري.
واعتبر أن هناك “تناقضاً في وجود شخص في مؤتمر بيئي مسؤول عن مثل هذه الأضرار البيئية الفظيعة والتي يمكن تجنبها بصراحة”.