سلط تقرير سري للمخابرات الفرنسية ونشرته صحيفة “لو موند” الضوء على 220 فرنسياً يعيشون في محافظة إدلب شمال غرب سورية و”قد يشكلون تهديداً لباريس”.
ويشير تقرير المخابرات الفرنسية “النادر” إلى بعض الفرنسيين البالغ عددهم 220 شخصاً “تركو القتال”، ويعيشون تحت إدارة “هيئة تحرير الشام”.
في المقابل ووفق “لوموند” لا يزال “البعض الآخر يحتفظ بولائه للفكر الإرهابي لتنظيم القاعدة، وهؤلاء هم من يثيرون مخاوف المخابرات الفرنسية”.
“4 مجموعات”
وينقسم الفرنسيون في إدلب إلى 4 مجموعات بحسب تقرير الاستخبارات، الأولى “اختارت الاندماج في المجتمع المحلي واعتناق الأجندة السورية لهيئة تحرير الشام”.
وتشكل هذه المجموعة نحو ثلث مجموع الفرنسيين في المنطقة.
أما الثانية وهي الأكبر وتضم حوالي 50 شخصاً، اختارت أن تكون تحت ما يسمى بـ”فرقة الغرباء”، أو لواء الأجانب، وأسسها عمر ديابي.
وديابي هو فرنسي من أصل سنغالي جنّد مقاتلين أجانب للقتال في سورية، وانضم العديد منهم إلى تنظمي “الدولة الإسلامية” و”القاعدة”.
وتضيف “لوموند” نقلاً عن تقرير المخابرات الفرنسية أن “المجموعة الثالثة ليس لها انتماء واضح، وهي التي تثير قلق أجهزة المخابرات الفرنسية أكثر من غيرها”.
تضم هذه المجموعة عدداً قليلاً من الأعضاء السابقين في تنظيم “القاعدة”، ولكنهم اليوم يبتعدون عن الأضواء خوفاً من التعرض للقتل أو الاعتقال.
ويوجد في هذه الفئة عشرات الأفراد الذين تعتبرهم المخابرات الفرنسية “أولويات قصوى”.
في غضون ذلك تضم المجموعة الرابعة نحو 30 سيدة كُنَّ في تنظيم “الدولة” ونزحن إلى إدلب مع أطفالهن، بعد الانتكاسات التي تعرض لها الأخير، وحالات الهروب من سجون “قوات سوريا الديمقراطية”.
وجاء في التقرير أنه “ومع تعرض إدلب إلى مزيد من الضغط من قبل الجيش السوري، قد يضطر العديد من مواطنيها المتطرفين إلى مغادرة المنطقة والانتشار في مناطق أخرى في العالم حيث يمكن أن ينفذوا عمليات إرهابية”.
وتخشى المخابرات الفرنسية أن يعمل هؤلاء على التحريض لتنفيذ “عمليات إرهابية” في فرنسا مثل عملية 16 أكتوبر 2020، في مدينة كونفلان سانت أونورين.
وهذه العملية نفذها لاجئ شيشاني ضد معلم التاريخ والجغرافيا صامويل باتي، والذي عرض على تلامذته صوراً كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في درس تناول “موضوع حرية التعبير”.
ويزداد التخوف الفرنسي تحديداً مع اقتراب موعد إقامة الألعاب الأولمبية عام 2024.
حيث لا تستبعد المخابرات الفرنسية، وفق تقرير “لوموند” وقوع “هجوم مخطط له من شمال غرب سورية”.
“خلاف داخلي”
وفي يوليو الماضي كان “جهاديون فرنسيون” قد توعدوا بالرد على قائد فرقة “الغرباء” المقاتلة في إدلب، عمر أومسن (عمر ديابي)، مع كشف انتهاكات ارتكبها في شمال غرب سورية.
وقال الفرنسيون وهم “مستقلون” عن فرقة “الغرباء” إن ديابي ارتكب عدة “جرائم” منذ قدومه إلى الشام، ويستمر في ذلك أمام مرأى ومسمع من الجميع، متوعدين بالحديث لاحقاً عن كل التفاصيل.
وجاء في بيان لـ”الجهاديين” نشره الصحفي في قناة “فرانس 24″، وسيم نصر، المتخصص بالحركات الجهادية، بأنه صار من واجبهم الخروج من صمتهم الذي استمر لسنوات وأن يبينوا حقيقة ديابي.
ولفت البيان إلى أن الفرنسيين أتوا إلى الشام من أجل نصرة الأمة ضد أعدائها بعيداً عن الخلافات التي تؤذيها، ولا يريدون أن يشمت الأعداء بهم بسبب الخلافات الداخلية.
وقال وسيم نصر عبر “تويتر” إن صراع الجهاديين المستقلين مع ديابي ليس له علاقة بـ”هيئة تحرير الشام” صاحبة النفوذ العسكري في إدلب، وفق عبارات بيانهم.
وفي عام 2016، صنفت الخارجية الأمريكية عمر أومسن كـ”إرهابي عالمي”، واعتقلته “تحرير الشام” في 2020 وبقي في السجن حتى 2022.
#Syrie #Idleb les jihadistes francophones en question sont « des indépendants » donc non affiliés à #HTS selon leurs dires « le conflit avec #Omsen n’a rien à voir avec HTS » https://t.co/K7t1W8UkfF pic.twitter.com/uk2vEfpo6Q
— Wassim Nasr (@SimNasr) July 23, 2023