تحدثت وسائل إعلام روسية عن “عملية انسحاب لقوات روسية” من سورية، في خطوة ترتبط بتداعيات العمليات العسكرية على الجبهة الأوكرانية، وهو الأمر الذي لم تؤكده موسكو رسمياً حتى الآن.
وذكرت صحيفة “موسكو تايمز” أن “روسيا بدأت عملية سحب بعض قواتها من سورية للمساعدة في تعزيز قواتها في أوكرانيا”.
وفقاً لتقرير الصحيفة المستقلة، التي تتحذ من هولندا مقراً لها، فقد “تم نقل العديد من الوحدات العسكرية من قواعد في جميع أنحاء البلاد إلى ثلاثة مطارات متوسطية، حيث سيتم نقلهم إلى أوكرانيا”.
وجاء في التقرير أيضاً أن “القواعد التي تم التخلي عنها الآن تم نقلها إلى الحرس الثوري الإيراني شبه العسكري، وكذلك إلى جماعة حزب الله اللبناني”.
وسرعان ما انعكس ما سبق على الجانب الإسرائيلي، والذي يبدي حساسية كبيرة منذ سنوات طويلة بشأن الوجود الإيراني في سورية، الأمر الذي دفعه لتنفيذ ضربات جوية على مواقع داخل البلاد، وبصورة متفرقة.
وذكر تقرير لهيئة الإذاعة الإسرائيلية، صباح اليوم الاثنين، أن الأجهزة الأمنية في إسرائيل “تراقب بقلق واضح عمليات انسحاب قوات روسية من سورية”.
وجاء في تقرير الإذاعة أن إسرائيل تفحص دقة المعلومات التي تحدثت عن نقل عدد كبير من القوات الروسية من سورية، خصوصاً بعد نشر تقارير بهذا الشأن في وسائل إعلام روسية، علماً بأن التقديرات تشير إلى أن موسكو نشرت في سورية بضعة آلاف من الجنود، بما يشمل 12 قاعدة وموقعاً عسكرياً.
ووفقاً للتقرير العبري، فإن إسرائيل تخشى أن يحل جنود إيرانيون أو من المليشيات الموالية لإيران في المواقع التي يخليها الروس في سورية.
وتأتي هذه المخاوف الإسرائيلية على الرغم من الاتفاق العسكري بين إسرائيل وروسيا عام 2015 حول سورية.
ويقضي الاتفاق بالتنسيق العسكري بينهما لتفادي وقوع احتكاكات أو معارك جوية ولاسيما أن الطيران الحربي الإسرائيلي ينفذ غارات وهجمات في سورية ضد مواقع إيرانية وما تسميه إسرائيل “بقوافل نقل الأسلحة” عبر الأراضي السورية إلى لبنان ومن ثم لـ”حزب الله”.
وفي أكتوبر /تشرين الأول الماضي كانت وسائل إعلام إسرائيلية بينها |يسرائيل هيوم”، قد ذكرت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي نيفتالي بينيت، اتفقا في نهاية زيارة الأخير إلى موسكو “على استمرار سياسة حرية العمل الإسرائيلية القائمة في سورية”.
وأضافت الصحيفة: “تلخص النقاش بنموذج الاستمرار في العلاقة إلى مستوى جديد”.
لكن ومنذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا أشار الكثير من المراقبون وتصريحات المسؤولين في موسكو وإسرائيل إلى “تغيّر” قد يطرأ على طبيعة نشاط الأخيرة في سورية.
ويرتبط ذلك بالمسار الذي ستسلكه إسرائيل بخصوص العملية العسكرية التي تشنها روسيا في أوكرانيا، وعما إذا كانت ستلتزم طريق الحياد أم أنها ستقف مع طرف ضد طرف آخر.