كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” تفاصيل طلب أمريكي رفضته مصر، خلال الأشهر الماضية، ويتعلق بعبور الطائرات الروسية من أجوائها باتجاه سورية، في أعقاب الحرب التي بدأتها موسكو ضد أوكرانيا.
واعتبرت الصحيفة في تقريرها، السبت، أن هذه الخطوة المصرية تعد اختباراً “لحدود قدرة واشنطن على خنق الإمدادات الروسية قبل هجوم أوكراني متوقع”.
وذكرت “وول ستريت” أن مسؤولين أمريكيين طلبوا من مصر خلال شهري فبراير ومارس الماضيين، إغلاق مجالها الجوي أمام الطيران العسكري الروسي، وهي الخطوة التي كانت لتمنع وصوله إلى سورية.
لكن، بحسب المسؤولين لم ترد مصر (الحليف الرئيسي للولايات المتحدة من خارج حلف الناتو) على المطالب، واستمرت في فتح مجالها الجوي للرحلات الروسية العسكرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخارجية الأمريكية، رفضت التعليق على ما اعتبرته “محادثات دبلوماسية خاصة”، فيما لم ترد وزارة الخارجية المصرية على طلب بالتعليق.
تسمح دول أخرى مثل السعودية بعبور مثل هذه الرحلات، لكن بحسب “وول ستريت جورنال”، فإن دور مصر حيوي بسبب موقعها الاستراتيجي الرابط بين أفريقيا وآسيا، ولأن مجالها الجوي يجاور اليونان الدولة العضو في حلف الناتو والتي منعت عبور الرحلات الروسية أيضاً.
وتلعب القواعد العسكرية الروسية في سورية دوراً كبيراً في انطلاق الرحلات نحو أفريقيا والكاريبي وما أبعد من ذلك.
وشهدت الأسابيع الأخيرة تزايداً في عدد الرحلات العسكرية الروسية عبر المجال الجوي المصري، بحسب الصحيفة الأمريكية.
“وثائق سابقة”
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” قد أشارت الشهر الماضي نقلًا عن وثائق أمريكية مسربة، إلى أن مصر أوقفت خطة لتزويد روسيا بالصواريخ.
وقررت القاهرة بدلاً من ذلك إنتاج ذخيرة مدفعية لصالح أوكرانيا، وذلك عقب محادثات مع الولايات المتحدة في مارس. وذكرت الصحيفة عن خطة للرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، بتزويد روسيا بما يصل إلى 40 ألف صاروخ عيار 122 ملم من طراز “ساكر-45” توقفت خلال أوائل مارس.
وجاء في الوثيقة السابقة أن السيسي أوعز مرؤوسيه بالحفاظ على سرية المشروع “لتجنب المشاكل مع الغرب”.
وبحسب “واشنطن بوست”، أوقفت مصر الصفقة مع روسيا، ووافقت على بيع قذائف مدفعية من عيار 152 ملم و155 ملم للولايات المتحدة لنقلها إلى أوكرانيا.
وقالت الوثيقة إن مصر تعتزم استخدام قدرتها على إنتاج أسلحة لأوكرانيا، كوسيلة للحصول على مواد عسكرية أميركية متطورة.
ولطالما سعت واشنطن إلى جذب مؤيدين جدد لقتال القوات الأوكرانية ضد روسيا، بما في ذلك المساعدات بالذخيرة التي تشتد الحاجة إليها.
وكانت قد أقنعت إلى جانب كييف، على مدى الأشهر الماضية دول تركيا والعراق والأردن، على الأقل بمنع عبور بعض الطائرات العسكرية الروسية في أعقاب غزو أوكرانيا العام الماضي.
وذلك ما أجبر الرحلات الروسية على التحليق لمسافة أطول بحوالي ألفي ميل للوصول إلى قواعدها الاستراتيجية في سورية، أبرزها “حميميم” بريف اللاذقية.