تلقيح 700 ألف رأس ماشية..حملة لدعم الثروة الحيوانية في إدلب وحلب
تواصل منظمات إغاثية وتنموية في شمال غرب سورية، اهتمامها بدعم قطاع الإنتاج الحيواني “المتهالك”، والذي يعاني أزمات عدة يصعب تلافيها في ظل تركيز معظم المنظمات على دعم قطاعات “أكثر إلحاحاً”، خاصة مع الظروف المعيشية المتردية لشريحة كبيرة من السكان.
ورغم محدودية المشاريع المختصة بدعم الثروة الحيوانية، بدأت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حملة لتطعيم الماشية في مناطق شمال غربي سورية وريفي حلب الشمالي والشرقي، كأحد أبرز الاهتمامات التي ترعاها منظمة “إحسان للإغاثة والتنمية” أحد برامج “المنتدى السوري”، بالتنسيق مع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو).
تحصينٌ من أوبئة تهدد مصادر الغذاء
الدكتور منذر درويش، منسق قطاع “سبل العيش” في “إحسان للإغاثة والتنمية”، تحدث لـ”السورية نت” عن تفاصيل المشروع، مشيراً إلى أن الهدف منه “تحصين الأبقار والأغنام والماعز ضد الأمراض السارية، التي قد تسبب تدهوراً في قطاع الثروة الحيوانية، ونقصاً في مصادر الغذاء، وخسائر مالية لأصحاب الماشية”.
كما استهدف المشروع تنمية المعرفة لدى مربي الثروة الحيوانية والفنيين البيطريين، حول أهمية تحصين قطعان الماشية ضد الأمراض السارية، بما فيها مرض الجلد العقدي وجدري الأغنام والماعز والحمى القلاعية.
وغطت حملة التطعيم، المستمرة حتى اليوم، مناطق عدة شمال غربي سورية، تشمل محيط مدينة إدلب، معرة مصرين، بنّش، سلقين، قورقينا، سرمين، تفتناز، بداما، إلى جانب مناطق أخرى في ريف حلب، وهي: الباب، الراعي، تادف، غندورة، جرابلس، الأتراب، دارة عزة، دركوش وغيرها.
أحمد القصير، أحد مربي الأبقار في قرية باتبو التابعة للأتارب بريف حلب، كان أحد المستفيدين من المشروع، عبر تلقيح 15 رأس بقر يملكها هو وعمه.
يقول أحمد لـ”السورية نت”، إن أحد رؤوس الأبقار التي يملكها أُصيب بعدوى الجدري، فسادت مخاوف لديه من انتقال العدوى لبقية القطيع، ما دفعه لعزلها، في ظل الافتقار لوجود مراكز تلقيح ورعاية متخصصة بهذا المجال، حسب تعبيره.
وأضاف أنه بعد التسجيل على حملة اللقاح التي ترعاها “إحسان للإغاثة والتنمية”، تلقت البقرة المصابة لقاح الجدري، واستعادت صحتها عقب خمسة أيام، مشيراً إلى الحاجة الملحة لوجود مشاريع مشابهة تهتم بالثروة الحيوانية.
دعمٌ للعاملين في هذا القطاع
لم تقتصر حملة تطعيم الماشية على إعطاء اللقاحات اللازمة للأبقار والأغنام فقط، بل شملت برامج تدريبية وتوعوعية للعاملين في قطاع الثروة الحيوانية، ومقدمي الخدمات البيطرية.
وبحسب منسق برامج “سبل العيش” في منظمة “إحسان”، منذر درويش، تم تدريب 25 شخصاً من مقدمي الخدمات البيطرية المحليين على برامج تطعيم الماشية ضد الأمراض السارية.
كما تم تدريب 36 شخصاً من العاملين في قطاع صحة الحيوان، ليكونوا مصادر بشرية تدعم الإنتاج الحيواني وتحميه من الأوبئة والأمراض، حسبما قال.
يُشار إلى أن الحملة عملت حتى اليوم على تلقيح 18600 رأس من الأبقار ضد مرض الجلد العقدي ومرض الحمى القلاعية، و570 ألف رأس من الأغنام والماعز ضد الجدري.
كما تم جمع عينات دم من الحيوانات المحصنة (التي تلقت التطعيم)، وتحليلها مخبرياً من أجل تقييم كفاءة اللقاحات التي تم تقديمها.
وفي هذا المجال، يقول أحمد القصير، أحد مربي الأبقار في قرية باتبو إن منطقته تفتقر إلى المراكز المتخصصة برعاية الماشية وتطعيمها، لافتاً إلى أن ماشيته لم تتلقَ تلقيحاً ضد الأمراض السارية قبل ذلك.
ودعا أحمد المنظمات الإنسانية إلى تسليط الضوء بصورة أكبر على المشكلات التي يعانيها قطاع تربية الماشية، وتوسيع المشاريع التي تدعم هذا القطاع، خاصة في ظل ارتفاع سعر الأعلاف وغلاء المعيشة.
وتعتبر تربية المواشي، مصدر دخل لكثير من العائلات في الشمال السوري، بمن فيهم النازحون لتلك المناطق، إلا أن الظروف المعيشية السيئة وغلاء الأسعار أصبحت تهدد هذا القطاع، وسط دعوات إلى دعمه بما يحقق الاستقرار في حياة العوائل التي تواجه الجوع والفقر.