“تنازلات” للأحزاب المعارضة..ألمانيا تنهي وجود قواتها في سورية
قالت وكالة الأنباء الألمانية، إن سلطات البلاد ستنهي تفويض عملياتها في سورية، ضمن “التحالف الدولي” للقضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية”، بعد سنوات من المشاركة بصفة التدريب والاستشارة.
وذكرت الوكالة الألمانية (DPA)، أمس الثلاثاء، أن برلين ستمدد مشاركة قواتها المسلحة في عمليات التحالف في العراق، على أن تستثني سورية من التفويض، دون ذكر أسباب ذلك، مشيرة إلى أن البرلمان الألماني سيوافق على القرار.
في حين ذكرت صحيفة “دير تاغس شبيغل” الألمانية أن وزير الخارجية، آنالينا بربوك، ووزيرة الدفاع، كريستين لامبرخت، أبلغتا رؤساء الكتل النيابية في برلمان البلاد أنه تم استبعاد سورية كمنطقة عمليات للقوات الألمانية، على أن تتم مناقشة الموضوع خلال جلسة لمجلس الوزراء في وقت لاحق اليوم الأربعاء.
وبموجب التعديلات الجديدة سيتم تمديد تفويض عمل القوات الألمانية في العراق مدة 9 أشهر إضافية، ضمن عمليات “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة، بحيث تقتصر المشاركة الألمانية على وجود 500 جندي فقط، كحد أقصى.
وينتهي تفويض الوجود الألماني في سورية والعراق نهاية شهر يناير/ كانون الثاني الجاري، على أن ينتهي التفويض الجديد في العراق في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2022.
واعتبرت الصحيفة الألمانية أن استبعاد العمليات في سورية، يعتبر تنازلاً من حكومة البلاد لحزب “الخضر”، الذي يعتبر أن وجود القوات الألمانية في سورية “غير دستوري”، ورفض سابقاً التصويت لصالح تمديد المهام الألمانية ضمن عمليات التحالف ضد التنظيم الذي يُسمي نفسه “الدولة الإسلامية”.
وتشارك ألمانيا في “التحالف الدولي” منذ عام 2015، لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” في شمال العراق وشمال شرق سورية، إلا أن أحزاباً ألمانياً رفضت خلال العامين الماضيين تمديد التفويض خاصة بعد الإعلان عن هزيمة التنظيم في مارس/ آذار 2019.
8 صواريخ تستهدف أكبر القواعد الأمريكية بدير الزور وتستنفر “التحالف”
وكذلك تواجه الولايات المتحدة انتقادات داخلية بسبب عملياتها في سورية، إذ تعتبر حكومة البلاد أن وجودها ضروري للحفاظ على هزيمة التنظيم، في حين يرى معارضون أن الوجود الأمريكي في سورية أصبح مرتبطاً بالوجود الإيراني، خاصة أن القوات الأمريكية هناك تتعرض لهجمات متكررة من قبل ميليشيات إيرانية.
واعتبرت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية في تقرير للمستشار القانوني السابق في خارجية واشنطن، بريان فينوكين، أن العملية العسكرية الأمريكية في سورية أصبحت تفتقد للأرضية القانونية، ومبررها القانوني المحلي والدولي “ضعيف”.
وأضاف فينوكين أن المئات من القوات الأمريكية الموجودة على الأرض لأغراض مكافحة التنظيم الذي هُزم في الباغوز قبل سنتين، قد أصبحت تلعب دوراً أساسياً في الوضع شمال شرق سورية، ضد ما يمكن أن يكون “دامياً”.