“تهاون روسي”.. أوساط “حزب الله” مستاءة بعد قصف مطار دمشق
نشرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية المقربة من “حزب الله” تقريراً أبدت فيه نبرة استياء من طريقة تعاطي الجانب الروسي مع القصف الإسرائيلي، الذي تعرض له مطار دمشق الدولي، قبل أيام.
وأسفر القصف عن خروج المطار عن الخدمة بشكل كامل، وسط غياب التوقيت المحدد لاستئناف الرحلات الجوية، والتي تحول جزء منها إلى مطار حلب.
وجاء التقرير الذي نشر، اليوم الاثنين، تحت عنوان: “قرار المواجهة أقرب. تهاون روسي بمصالح دمشق”.
وتحدثت الصحفية فيه أن إسرائيل تمكنت أخيراً من “تعطيل مطار دمشق، بعدما اكتفت على مدار أكثر من 7 سنوات، باستهداف محيطة مرات كثيرة”.
وفي صيف عام 2018 أشارت “الأخبار” إلى النظام السوري رعى اتفاقاً ثلاثياً بين كبار المستشارين العسكريين الإيرانيين، ونظرائهم في القوات الروسية.
وقضى حينها “بتحييد مطار دمشق عن الاستخدام العسكري، وخروج المستشارين العسكريين الإيرانيين من الأقسام الأساسية فيه، وانتقالهم إلى مطار T4 العسكري شرق حمص”.
في المقابل، “تعهّدت القوات الروسية بتجنيب مطار دمشق الاستهدافات الإسرائيلية، عبر تأمين الحماية الجوّية له، وتبديد ذرائع تل أبيب للهجوم عليه”.
وعلى إثر ذلك، توقف القصف الإسرائيلي على مطار دمشق، بحسب الصحيفة لتعود بعد أشهر قليلة، “من دون أن تمنعها القوات الروسية”.
وأضاف التقرير: “وإذ لم يُثبِت الإسرائيليون مزاعمهم المتعلقة بالقصف، فإن القوات الروسية لم توفّر الأمن لمطار دمشق كما اتُّفِق سابقاً”.
“قبل ساعة من القصف”
ورغم أن القصف الإسرائيلي على مطار دمشق ليس الأول من نوعه، إلا أن الآثار التي خلفها تعتبر سابقة ولم تسجل في السابق.
وأوضحت الصحيفة المقربة من “حزب الله” أن الإسرائيليين أبلغوا الروس عبر آلية التنسيق المشتركة بنيتهم استهداف المطار “قبل نحو ساعة من التنفيذ”.
وأشارت إلى أن الأسابيع الماضية شهدت تردد حديث عن “وقوع جدال وُصف بالحادّ، بحسب مصادر عسكرية سورية، بين ضباط كبار في قيادة أركان الجيش السوري، وزملائهم من المستشارين العسكريين الإيرانيين من جهة، وممثّلين بارزين عن القوات الروسية من جهة أخرى”.
وهذا الجدل حدث بسبب “تزايد الاعتداءات الإسرائيلية على سورية عموماً، وحول مسألة تأمين العاصمة دمشق ومطارها بشكل خاص”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها أن النظام السوري والإيرانيين طالبوا الجانب الروسي بـ”وضع حدّ للهجمات الإسرائيلية على المنشآت والبنى التحتية المدنية السورية، وتنفيذ تعهّداتهم بناءً على الاتفاق السابق”، ليردّ الضبّاط الروس، بحسب المصادر، بالتأكيد أنهم “غير معنيّين بالاشتباك مع الإسرائيليين حماية للمصالح الإيرانية، كما أنهم غير معنيّين بالاشتباك مع الإيرانيين تأميناً للمصالح الإسرائيلية”.
وتابعت: “هنا أشار الجانب السوري إلى أن المطلوب من القوات الروسية التزام الاتفاقيات الدفاعية والأمنية الموقّعة مع الدولة السورية، والمساعدة في تأمين منشآتها الرسمية والحيوية، كالمرافئ والمطارات”.
وبعد ذلك بوقت قصير، زار رأس النظام السوري، بشار الأسد، طهران، حيث التقى المرشد الأعلى علي الخامنئي، والرئيس إبراهيم رئيسي، فضلاً عن قيادة الحرس الثوري.
وزادت “الأخبار”: “في ما فُهِم روسيّاً على أنه تمسّك من الأسد باستمرار التعاون مع طهران على مختلف الأصعدة، ومنها عمل المستشارين العسكريين الإيرانيين في سورية”.
كيف ردّت روسيا؟
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا قد قالت، قبل أيام، إن روسيا تدين بشدة الغارة الجوية الإسرائيلية على مطار دمشق الدولي، وتطالب الجانب الإسرائيلي بوقف هذه “الممارسة الشريرة”.
وذكرت الوزارة أن سلاح الجو الإسرائيلي “ضرب في 10 يونيو، أراضي الجمهورية العربية السورية، وكان الهدف من الهجوم مطار دمشق الدولي”.
وأوضحت الوزارة في بيان نشرته على موقعها على الإنترنت، أنه “وفي هذا الصدد، علينا أن نؤكد مرة أخرى أن القصف الإسرائيلي المستمر على أراضي الجمهورية العربية السورية في انتهاك للقواعد الأساسية للقانون الدولي أمر غير مقبول على الإطلاق. نحن ندين بشدة الهجوم الاستفزازي الذي ارتكبته إسرائيل على أهم هدف في البنية التحتية المدنية السورية”.
وشددت الخارجية على أن “مثل هذه الأعمال غير المسؤولة تخلق مخاطر جسيمة على الحركة الجوية الدولية وتعرض حياة الأبرياء لخطر حقيقي”، مطالبة الجانب الإسرائيلي بوقف هذه “الممارسة الشريرة”.