ثلاث تحركات لروسيا تعزز تواجدها العسكري شرق الفرات
تزايدت التحركات التي تُشير مؤخراً، إلى حث روسيا الخطى، نحو تعزيز تواجدها العسكري شمال شرق سورية، تزامناً مع تهديدات تركية بشن عملية عسكرية ضد “قوات سورية الديمقراطية”.
التحرك الأول كان عبر إجراء روسيا مناورات عسكرية هي الأولى من نوعها مع قوات الأسد شمال شرقي سورية، إذ أجرت القوات الروسية يوم الواحد والثلاثين من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تدريبات مشتركة مع قوات الأسد بالطيران الحربي والمروحي في عدة مناطق بشمال وشرق سورية بآن واحد.
وأبرز المناطق التي شملتها التدريبات، هي ناحية تل تمر شمال غربي الحسكة، التي تكمن أهميتها بوقوعها على الطريق الدولي “M4″، القادم من حلب وصولاً للحدود العراقية مروراً بالرقة والحسكة.
كما تقع تل تمر، على مفترق طرق محلية تصل إلى الحسكة والقامشلي، وتصل هذه الطرق إلى مناطق حدودية مهمة مثل عامودا والدرباسية.
وركزت التدريبات أيضاً على كيفية التعامل وصد هجمات الطائرات دون طيار، حسبما ذكرت وكالة “ANNA” الروسية، التي أكدت أن روسيا نسقت مع “قسد” خلال عمليات التدريب والمناورات.
كما أجرت القوات الروسية مناورات وتدريبات عسكرية، خلال اليومين الماضيين، في كل من ريف تل أبيض الغربي شمالي الرقة، وشرق مدينة عين عيسى، حسب وكالة “سبوتنيك”.
وشاركت في المناورات مقاتلات حربية ومروحيات حلّقت على علو منخفض، مع استخدام البالونات الحرارية والقنابل الضوئية.في أجواء المنطقة على خطوط التّماس المواجهة بين فصائل “الجيش الوطني” المدعوم تركياً، وقوات “قسد” المدعومة أمريكياً.
سوخوي في القامشلي
التحرك الثاني كان وصول مقاتلة روسية من طراز “Su-35” إلى مطار القامشلي بمحافظة الحسكة، الأسبوع الماضي.
ونشرت وسائل إعلام روسية صورة قالت إنها للمقاتلة الروسية في مطار القامشلي، وهي المرة الأولى التي تحط فيها الطائرة منذ تحويل المطار إلى قاعدة روسية في 2019.
كما قالت وكالة “ANNA” بأن الدفاع الروسي ستنشر 12 قاذفة من طراز “Su- 34″، وخمسة من طراز “Su- 35” متعددة الأغراض في مطار القامشلي.
تهديدات تركية وتحركات أمريكية..و “Su-35” الروسية في القامشلي
ويبعد مطار القامشلي عن أقرب نقطة من الشريط الحدودي بين سورية وتركيا نحو 3.5 كيلو متر، وعن مدينة نصيبين التركية الحدودية حوالي خمسة كيلو مترات.
وتعتبر طائرات “Su-35” من مقاتلات الجيل الرابع، وتتمتع بقدرة كبيرة في عمليات الدعم الجوي والمناورة وتنفيذ ضربات ضد الأهداف البرية والبحرية، وكان أول ظهور للمقاتلة على الأراضي السورية آواخر عام ٢٠١٥ إذ نفذت غارات ضد مناطق سيطرة المعارضة السورية حينها.
تدعيم قاعدة عسكرية
وتزامن ذلك مع نشر 12 طائرة هليكوبتر من طراز “Mi- 8” وخمس طائرات من طراز “Ka-52” في مطار “متراس” الواقع في قرية متراس التابعة لناحية صرين على بعد 30 كيلومتراً جنوب عين العرب.
وكانت الولايات المتحدة أنشأت قاعدة عسكرية ومطار في ناحية صرين عام 2016، خلال المعارك مع تنظيم “الدولة الإسلامية”، إلا أنها أخلت مواقعها في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، بعد العملية العسكرية التركية.
وبعد أيام من الانسحاب الأمريكي، دخلت القوات الروسية إلى القاعدة وانتشرت بها لتصبح قاعدة روسية منذ ذلك الحين.
ونشرت روسيا حينها شرطتها العسكرية ومروحيات في المطار.
وخلال الأسبوعين الماضيين صدرت تهديدات من قبل مسؤولين أتراك، بشن عملية عسكرية تركية ضد “قسد” في شرق الفرات.
ولم يعرف بالتحديد المناطق التي قد تستهدفها العملية التركية المحتملة، لكن صحف مقربة من أنقرة كانت قد أشارت إلى أنها ستكون باتجاه اثنين من خمسة مواقع هي: “عين عيسى بريف الرقة، منبج بريف حلب، تل رفعت بريف حلب، عين العرب (كوباني)، تل تمر بريف الحسكة.